[وأخبرني القاضي الموفق بهاء الدين أبو علي الديباجي]
قال: كنا بالعسكر المنصور الكاملي - أعزه الله - على العباسة، وعندي في خيمتي القاضي السعيد أبو القاسم بن سناء الملك - رحمه الله - والمهذب ابن الخيمي، وأقبل بعض الشعراء من أصحابنا على أكديش، وتحته على السرج خرج مشقوق، فتعاطينا العمل فيه، فقال ابن سناء الملك - رحمه اله -:
بط خراج خرجه ... عن قربوس سرجه
فقال المهذب ابن الخيمي:
لا ترجه لصالحٍ ... يأتى ولكن أرجه
فقلت:
فإنما آفته ... من بطنه وفرجه
وأقول: قد بقى عليهم من تمام المعنى والقوافي أن يقول أحدهم:
فهو كذا في دخله ... يفكر لا في خرجه
ومن التمليط الواقع بين خمسة ما ذكره الثعالبي في كتاب اليتيمة بالإسناد المتقدم
[أن الأستاذ الرئيس أبا الفضل بن العميد]
جلس يوماً وعنده أبو محمد بن هندو وأبو الحسين بن فارس صاحب مجمل اللغة، وأبو عبد الله الطبري، وأبو الحسن البديهي، فجاءه بعض الخدم بأترجة فقال لهم: تعالوا نتجاذب أذيال وصفها، فقالوا: إن رأى سيدنا أن يبدأنا نفعل، فقال:
وأترجةٍ فيها طبائع أربع
فقال أبو هندو:
وفيها فنون اللهو والشرب أجمع
فقال ابن فارس:
يشبهها الرائي سبيكة عسجدٍ
فقال البديهي:
على أنها من فأرة المسك أضوع
فقال الطبري:
وما أصفر منها اللون للعشق والهوى ... ولكن أراها للمحبين تجمع
[وعلى ذكر هذه الحكاية ذكر القزويني في كتاب الروضة]
قال أبو الفرج - وذكر هذه الحكاية وما قال فيها الرئيس أبو الفضل وعمه أبو محمد بن هندو وعيرهم: كان الوزراء والصدور في ذلك الزمان من ذكرنا وشرحنا ووصفنا، وصرنا الآن إلى الزمان الخرف الهم، للذي لا فضل في أهله ولا إفضال، وأنموذجة ذلك أي حضرت ضيافة وزير الري أبي العلاء اللنكي، منصرفي من العراق، وقد احتشد لي ليريني فضل عظمته في الوزارة بعد ما رأيت حاله الأولى، وحضر معي الوزير أبو العلاء بن حسوك، فلما صرنا إلى مجلس الأنس، ودارت الكئوس، وأخذت منه الخمر، وقد كان انتهى إليه حكاية الرئيس أبي الفضل بن العميد مع عمي، فدعا بدواة