وحجب العالمين عني ... فلا غدو ولا رواح
يا ليل أمسيت بردداري ... إياك أن يهجم الصباح
وأنشدني شهاب الدين يعقوب ابن أخت نجم الدين - رحمه الله تعالى - لنفسه:
قلت إذ زار من أحب وجنح ال ... ليل روض أبدى النجوم نهارا
ملك الحب زاره ملك الحس ... ن فزادا على الحسود اقتدارا
فافرشوا الورد أطلساً حين يمشي ... واجعلوا عسجد الكؤوس نثارا
واصرفوا حاجب الهلال فقد نم ... بسرى إلى العيون سرارا
واحجبوا قيصر الصباح وقولوا ... لنجاشي الظلام كن برددارا
وأنشدني القاضي الأسعد عبد الرحيم بن شيث ناظر القدس الشريف لنفسه:
زار وقد آنس للقلب نار ... وليس إلا وجهه إذ أنار
طيف وقل ضيف كما أنني ... أبحته قلبي قرى أو قرار
لم أنسه خاض إلى الدجى ... وجاب من شوق إلى القفار
فانشق قلب الصبح غيظاً به ... وغار نجم الأفق منه فغار
وذات قد كالقضيب انثنى ... وأين منها الغصن لولا الثمار
بديعة كم لي بها غرة ... وكم لها في مهجتي من غرار
ورب ليل طاب لي وصلها ... به فلولا وصلها قلت طار
رأيتها ليلاً وصبحاً فما ... عرفت بالليل ولا بالنهار
بتنا ضجيعي عفةٍ ما درت ... منا يد ما يحتويه إزار
يسكرني لثمى لأصداغها ... فهي عناقيد ولثمى اعتصار
يحجب عنا الصبح ستر الدجى ... كأنما الليل لنا برددار
وبعدها فليطل الليل ما ... شاء على رغم الليالي القصار
[وبرز أمر الملك العزيز رحمه الله تعالى إلى وزيره]
الأجل نجم الدين - رحمه الله تعالى - أن يصنع غزلا في جارية صنعت على خدها بالمسك صورة حية وعقرب، فصنع أبقاه الله بديها:
فديتها من غادةٍ ... مخلوقة من طرب
سألتها في قبلةٍ ... في خدها المذهب
فجاوبت معجبه ... بكفها المخضب:
وابأبى! وابأبىً ... من عظم هذا المطلب