للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا من صبوت إلى محا ... سنه، وأصل الحب صبوه

إن كنت خنتك في الهوى ... ما بين يوم نوى ونبوه

فبليت منك بكل ما ... أخشاه من صد وجفوه

أو شاع سرى في الأنا ... م كضرطة الشرف ابن عروه

وصنع المولى الملك المعظم:

الشرف ابن عروةٍ ... تحللت عروته

أحمق من ضراطه ... تعلمت بغلته

قال: ولما ضرط الآخر قلت:

رأيت ابن عروة يتلو الظهير ... وقد ضرطا لاشتداد الجزع

فقلت: أللخوف هذا الضراط؟ ... كأن فؤادكما ينتزع

فقالا: إذا دهمت غارة ... فلا بد من ضرب بوق الفزع

وصنع فيهما شمس الدين إسماعيل بن منكورس - وكان ربما عبث بالبيت أو البيتين:

قد ضرط الفسلان يوم النوى ... عند اشتداد الضنك والضيق

فقلت من عظم ضراطيهما: ... لابد للحرب من البوق

[قال علي بن ظافر]

واجتمعنا ليلةً في رمضان بالجامع، فجلسنا بعد انقضاء الصلاة للحديث، وقد وقد فانوس السحور، فاقترح بعض الحاضرين على الأديب أبي الحجاج يوسف بن علي المنبوز بالنعجة، أن يصنع فيه - وإنما طلب بذلك تعجيزه، فصنع وأنشد:

ونجمٍ من الفانوس يشرق ضوءه ... ولكنه دون الكواكب لا يسري

ولم أر نجماً قط قبل طلوعه ... إذا غاب ينهي الصائمين عن الفطر

فانتدبت له من بين الجماعة؛ وقلت: هذا تعجب لا يصح، لأني والحاضرين قد رأينا نجوماً لا تدخل تحت الحصر ولا تحصى بالعد، إذا غابت تنهي الصائمين عن الفطر؛ وهي نجوم الصباح. فأسرف الجماعة بعد ذلك في تقريعه، وأخذوا في تمزيق عرضه وتقطيعه؛ فصنع وأنشد:

هذا لواء سحورٍ يستضاء به ... وعسكر الشهب في الظلماء جرار

والصائمون جميعاً يهتدون به ... كأنه علم في رأسه نار

<<  <   >  >>