ماذا تقولين فيمن ... يريد منك نظيره؟
فكتبت تحتها عجلةً:
إياي تعنى بهذا! ... عليك فاجلد عميره
ثم ناولته الرقعة، فكتب تحتها عجلاً:
أريد هذا وأخشى ... على يدي منك غيره
فخجلت، وقالت: تعست وتعس من يغار عليك!
[وروى الجماز أنه دخل عليها قبل تعارفهما]
فأنشد:
إن لي أيراً خبيثاً ... عارم الرأس فلوتا
لو رأى الحر ببحرٍ ... عاد للغلمة حوتا
أو رآه فوق جو ... لنزى حتى يموتا
أو رآه جوف بيتٍ ... صار فيه عنكبوتا
فقالت ارتجالا:
زوجوا هذا بألفٍ ... وأظن الألف قوتا
إنني أخشى عليه ... إن تمادى أن يموتا
بادروا ما حل بالمسكين خوفاً أن يفوتا
قبل أن ينعكس الحا ... ل فلا يأتي ويوتى
فعجب الحاضرون منهما؛ واستظرف كل منهما صاحبه، ودامت صحبتهما بعد ذلك.
[وروى المدائني]
قال: اجتمع أبو نواس وإسماعيل بن نوبخت وأبو الشمقمق في بيت أذين - قال علي بن ظافر: هو عبد الله الجماز - فبينما هم عنده؛ إذ جاء أبو العتاهية يسأل عن ابن أذين - وكان بينه وبين أبي الشمقمق شر، فخبئوه من أبي العتاهية في بيت، ودخل أبو العتاهية، فنظر إلى غلام عندهم فيه تأنيث، فظنه جارية، فقال لابن أذين: متى استطرفت هذه؟ فقال: قريباً يا أبا إسحاق، فقل فيها شيئاً، فمد أبو العتاهية يده إلى الغلام، وقال:
مددت كفي نحوكم سائلاً ... ماذا تردون على السائل؟
فصاح أبو الشمقمق من داخل البيت قائلاً:
يرد في كفك ذا فيشةٍ ... تشفي جوىً في استك من داخل
فقام أبو العتاهية مغضباً، وهو يطلب الباب، ويقول: أبو الشمقمق والله! وضحك القوم