قال: فلما أذن له قال له: إذا كنت غنياً عن مالنا فانكف عنا، فقال: كلا، أنت شافعي المذهب، وقد جئتك لمذهبك لا لذهبك.
وأنبأني العماد أيضاً
قال: ذكر عمارة في كتابه في أشعار أهل اليمن قال: وهب الداعي محمد بن سبالا بن سلمان - رجل من قومه - ألف دينار، والقاضي يحيى بن أحمد بن يحيى حاضر - وبنو يحيى بيت كبير بصنعاء - فارتجل القاضي لوقته:
لا فخر إلا إذا أقبلت مستلماً ... كف المكين ظهير الدين مولانا
هي لتي تهب الآلاف وافيةً ... إن كنت غراً فسل عنها ابن سلمانا
فقال الداعي: أنا أبو عبد الله، أما ابن سلمان فهو ابن عمتي، وإنما المسئول عنها أنت. ثم أمر له بألف دينار، فقبضها في الحال.
[وذكر عبد الرحمن بن نصر الدمشقي في كتابه المسمى بالتحفة والطرفة]
أن الوزير المزدقاني خرج للتنزه، فرأى امرأة في بعض القصور فأعجبته، فوقف متأملا لها، فأشارت إليه، وآنس منها قبولا، فأرسل إليها رسولا يعلمها بشدة شوقه ووجده بها، فردت رسوله ومعه تفاحة عنبر، فيها زر من ذهب ولم تكلمه بشيء، فلم يفطن هو ومن حضره لتأويل ذلك، فقال له ابنه أحمدك قد فهمت ما أرادت، ونظمه في الحال في بيتين وأنشد:
أهدت لك العنبر في جوفه ... زر من التبر خفى اللحام
فالزر في العنبر معناهما: ... زر هكذا، مختفياً في الظلام
[وأنبأني الفقيه أبو الحسن بن المفضل المقدسي]
قال: أخبرني الشيخ أبو الحسن علي بن عتيق بن مؤمن القرطبي الأنصاري قال: عمل والدي محملا للكتب من قضبان شبهٍ سلماً، فدخل عليه أبو عبد الله محمد بن مفيد فرآه، فقال ارتجالا مخبراً عن لسان حال السلم:
أيها السيد الذكي الجنان ... لا تقسني بسلم البنيان
فضل شكلى على السلالم أني ... محمل للعلوم والقرآن
حزت من حلية المحبين ضعفي ... واصفراري ورقة الأبدان
فادع للصانع المفيد بفوزٍ ... ثم وال الدعاء للإخوان
ثم عمل أيضاً:
أيها السيد الكريم المساعي ... التقت صنعتي وحسن ابتداعي
أنا للكتب محمل خف حملي ... أنا في الشكل سلم الإطلاع