قد رمى المهدي ظبياً ... شك بالسهم فؤاده
وعلى بن سليما ... ن رمى كلباً فصاده
فهنيئاً لهام ك ... ل فتىً يأكل زاده
فخجل علي بن سليمان، وضحك المهدي، وأمر له بجائزة.
[وذكر دعبل بن علي]
قال: كان لأبي الشمقمق على بشار مائتا درهم في كل سنة، فأتاه أبو الشمقمق في بعض السنين فقال: هلم الجزية يا أبا معاذ، فقال: ويحك! أوجزية هي؟ قال: نعم هو ما تسمع، فقال له بشار يمازحه: أنت أفصح أو أحكم مني؟ قال: لا، قال: فلم أعطيك؟ قال: لئلا أهجوك، قال: لئن هجوتني لأهجونك، قال أبو الشمقمق: أو هكذا هو؟ قال: نعم ما بدالك. فقال أبو الشمقمق:
إني إذا ما شاعر هاجانيه ... ولج في القول له لسانيه
أدخلته في است أمه علانيه ... بشار يا بشار ...
أراد أن يقول: يا بن الزانية. فوثب إليه بشار وأمسك فاه، ثم قال: أراد والله أن يشتمني، ثم دفع إليه مائتي درهم وقال: لا يسمع هذا منك الصبيان.
[وروى أن أبا نواس لما وفد على الخصيب]
قال له مرة يمازحه وهو بالمسجد الجامع: أنت غير مدافع في قول الشعر، ولكنك لا تخطب، فقام من فوره وصعد المنبر وأنشد مرتجلا:
محضتكمم يا أهل مصر نصيحتي ... ألا فخذوا من ناصحٍ بنصيب
رماكم أمير المؤمنين بحيةٍ ... أكولٍ لحيات البلاد شروب
فإن يك باق سحر فرعون فيكم ... فإن عصا موسى بكف خصيب
ثم التفت إليه وقال: لا يأتى بها والله خطيب مصقع. فاعتذر إليه، وحلف أنه إنما كان يمازحه.
[وروى أنه كان تنزه مرة مع عيسى بن الرشيد بالقفص في أواخر شعبان]
فلما كان في اليوم الموفى ثلاثين قيل لأبي نواس: هذا يوم شك، وبعض الناس يصومه احتياطاً. فقال: ليس الشك حجة على اليقين، حدثنا أبو جعفر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "، ثم التفت إلى عيسى وارتجل:
لو شئت لم نبرح من القفص ... نشربها حمراء كالفص
نسرق هذا اليوم من شهرنا ... فالله قد يعفو عن اللص
[وذكر يزيد بن أبي اليسر الرياضي في أمثاله]
قال: حدثنا أبو سهل الحاسب،