لولا التمني لمات من كمدٍ ... مر الليالي يزيد في فكره
ما إن له مسعد فيسعده ... بالليل في طوله وفي قصره
الجسم يبلى فلا حراك به ... والروح فيما أرى على أثره
[أنبأني الفقيه أبو محمد عبد الخالق المسكي، عن الحافظ السلفي إجازة]
قال: أنبأنا أبو محمد جعفر بن السراج اللغوي وابن بعلان الكبير، قالا: حدثنا أبو نصر عبد الله بن سعيد السجستاني الحافظ، قال: أخبرنا أبو يعقوب النجيرمي، حدثنا أبو الحسين المهلبي عن أبي الفوارس، عن يعقوب ابن السكيت، قال: عزم محمد بن عبد الله بن طاهر على الحج، فخرجت جارية إليه شاعرة، فبكت لما رأت آلة السفر، فقال محمد بن عبد الله:
دمعة كاللؤلؤ الرط ... ب من الطرف الكحيل
هطلت في ساعة البي ... ن على الخد الأسيل
فقالت الجارية:
حين هم القمر الزا ... هر عنا بالأفول
إنما يفتضح العش ... اق في وقت الرحيل
[قال علي بن ظافر]
ذكر ابن رشيق في كتاب الأنموذج ما معناه، قال: خرج أبو العباس بن حديدة القيرواني في جماعة من رفقائه طالباً للتنزه، فحلوا بروضةٍ قد سفرت عن وجنات الشقيق، وأطلعت في زبرجد الأرض الخضراء نجوماً من عقيق، والجو قد أفرط في تعبيسه، ونثر لغيظه جميع ما كان من لؤلؤ القطر في كيسه، فقال ابن حديدة:
أو ما ترى الغيث المعرس باكياً ... يذري الدموع على رياض شقيق
فكأن قطر دموعه من فوقها ... در تبدد في بساط عقيق
قال: وأنشدنيهما، فأجزتهما بأن قلت:
فاجمع إلى شكليهما بزجاجةٍ ... شكلين من حببٍ وصفو رحيق
فكأنما انتصرا لعبرة عاشق ... مهراقةٍ في وجنتي معشوق
[وبالإسناد المتقدم عن ابن بسام]
قال في كتاب الذخيرة - ورواه الفتح بن خاقان في كتاب قلائد العقيان - قال: ذكر أبو إسحاق بن خفاجة الحريري الأندلسي قال: اجتمعت مع عبد الجليل بن وهبون المرسي، ونحن نريد المرية أيام مقام العدو بحصن بلبيط، فبتنا بلزقه نتجاذب أذيال المذاكرة إلى أن قام السفر