فعذري في أني أحببتك واثقاً ... بفضلك فالإنسان يسهو ويذهل
وأخطأت في إنقاذ رقعتك التي ... هي المجد لي منها أخير وأول
ولكن عداني أن أروم احتفاظها ... رسولك، وهو الفاضل المتفضل
ومن حقها أن يصبح المسك غامراً ... لها وهي في أعلى المنازل تجعل
فمن كان في أشعاره متمثلاً ... فأنت امرؤ في العلم والشعر أمثل
تجملت الدنيا بأنك فوقها ... ومثلك حقاً من به يتجمل
[وبالإسناد المتقدم عن ابن بسام صاحب كتاب الذخيرة]
قال: ذكر أبو عبد الله الصفار الصقلي، قال: كان بالقيروان غلام وضيء، كان يختلف إلى أبي علي حسن بن رشيق، فكان يحذره من المخالطة، فخرج يوماً يتنزه مع جماعته، فأشيع عنه ما ينكر، وبلغ أبا علي، فقال بديهاً:
يا سوء ما حاءت به الحال ... إن كان ما قالوا كما قالوا
ما أحذق الناس يصوغ الخنا ... صيغ من الخاتم خلخال
وقد كان أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الدارمي يهوى فتىً ببغداد
وينكر حبه، والغلام يعرف شدة وجده به وكلفه؛ فدمعت عينا أبي الفضل يوماً، فقال الغلام: دمعك شاهد عليك، فارتجل أبو الفضل:
وهبني قد أنكرت حبك جملةً ... وهونت من نفسي العزيزة سخطها
فمن أين لي في الحب جرح شهادةٍ ... سقامي أملاها، ودمعي خطها
قال: وكان أبو الفضل محمد بن عبد الواحد البغدادي الدرامي ليلة مع بعض أصحابه وبين أيديهم شمعة، فأفضى حديثهم إلى وصفها فأطرق بعضهم ليصنع فيها، فبدره أبو الفضل فقال:
ذهبنا فأذهبنا الهموم بشمعةٍ ... غنينا بها عن طلعة الشمس والبدر
أقول وجسمي ذائب مثل جسمها ... ودمعتها تجري كما دمعتي تجري
كلانا لعمري ذوب نارٍ من الهوى ... فنارك من حمرٍ وناري من هجر
وأنت على ما قد تقاسين من أذى ... فصدرك في نارٍ وناري في صدري
قال علي بن ظافر: وهذا مثل قول الأعمى التطيلي في شمعة:
بآية ما تبكي وفي النار صدرها ... وقد جمدت عيناي والنار في صدري
[وبالإسناد المتقدم قال ابن بسام]
اصطبح المعتصم بن صمادح يوماً مع ندمائه فأبرز لهم وصيفة مهدوية متصرفة في أنواع اللعب، وحضر أيضاً هناك