تقول في شيئاً، فقال:
حبك يا أحمد أضناني ... يا قمراً في زي إنسان
فقبله، فقلت: وأنا فما شأني؟ فقال: حتى تقول في، فقلت:
بذلت للأول ما يشتهي ... فجد أبا العباس للثاني
فقبلني، فقال أبو نواس: وهذا بيت يكون عندك ديناً، وأنشد:
يا وردةً أعجلها قاطف ... مرت بنا في باب عثمان
[وذكر الأصبهاني في كتاب الأغاني]
قال: دخل أبو نواس على عنان جارية الناطفي وهي تبكي، وقد كان سيدها ضربها، فأومأ إليه الناطفي أن يحركها بشئ، فقال:
عنان لو جدت يا مناي بما ... آمل لم تقطر السماء دما
فقالت مسرعة:
فإن تمادى ولا تماديت في ... منعك أصبح بقفرةٍ رمما
فقال:
علقت من لو أتى على أنفس ال ... باقين والغابرين ما رحما
فقالت:
لو نظرت عينها إلى حجرٍ ... ولد فيه فتورها سقما
[قال أبو الفرج]
وقرأت في بعض الكتب: دخل بعض الشعراء على عنان، فقال لها مولاها: عانتيه، فقالت:
سقياً لبغداد لا أرى بلداً ... يسكنه الساكنون يشبهها
فقال:
كأنها فضة مموهة ... أخلص تمويهها مموهها
فقالت:
أمن وخفض ولا كبهجتها ... أرغد أرضٍ عيشاً وأرفهها
فانقطع.
[وذكر الصولي في كتاب الوزراء]
قال: قال علي بن يحيى المنجم: كنت عند أبي الصقر إسماعيل بن بلبل، فقال:
حمد يتيه علينا ... بشكله وبقده
فقلت:
جزاؤه كلما تا ... هـ أن يهان بصده
فقال:
وقد ملا الأرض طراً ... بتيهه وببرده
فقلت:
يا رب فامنن علينا ... قبل الممات بفقده
[وذكر محمد بن أيوب الغرناطي في كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس]
أن الناصر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل، جلس في جماعة من خواصه، ومعهم أبو القاسم لب، وكان يعده للمجون والتطايب،