[قال يزيد الرياضي: حدثنا أبو عبد الله الكرماني]
قال: حدثنا الصولي قال: ذكر المرادي أنه كان في بعض الأيام عند ابن المعتز على شراب، فأكثر القوم كلامهم، فقال:
إذا فتح القوم أفواههم ... لغير شرابٍ ولا مطعم
فلا خير فيهم لشرب المدام ... فدعهم يناموا مع النوم
[قال: وذكر المرادي أنه دخل إليه يهنيه ببرء من علة]
فقال:
أتاني برء لم أكن واثقاً به ... كحل أسير فك بعد وثاقه
وكان لأحد بني المنجم جارية صفراء مولدة، فبلغ به الوجد بها إلى أن مرض ونحل، فدخل عليه الطبيب فجسه، فقال: هذا الفتى قد أحرقته الصفراء، فقال: أصبت وأحسنت من حيث لا تشعر، واستدعى دواة وكتب في الحال:
قال الطبيب وقد تبين سحنتي ... قد أحرقت هذا الفتى الصفراء
فعجبت منه إذ أصاب وما درى ... والحق أبلج ليس فيه مراء
[ومثل هذه الحكاية ما روى من أن العباس الفارسي]
كان يهوى مدام الشاعرة الكوفية، وكان مداوماً للشرب، فاعتل واشتدت حماه، فدخل عليه صديق له طبيب يكنى بأبي بشر، فجس يده فوجد حماه حادة، فقال له: ما يتلفك إلا مداومتك مدامك. فقال للوقت:
عجبت من قول أبي بشر ... وقوله ضرب من السحر
مدامك الهلك فلا تكثرن منها وأني لي بالكثر!
أصابك في اللفظ ولكنه ... أخطأ في المعنى ولم يدر
[قال القاضي علي التنوخي في كتاب النشوان، أخبرني أبي]
قال: حدثني المعوج الرقي، قال: كبا الفرس ببدر الجمالي فافتصد، فدخلت عليه فأنشدته أبياتاً عملتها في الحال وهي:
لا ذنب للطرف إن زلت قوائمه ... وليس يلحقه من عائب دنس
حملت بأساً وجوداً فوقه وندى ... وليس يقوى لهذا كله الفرس
قالوا افتصدت فما عقل العلا معها ... خوفاً عليك ولا نفس بها نفس
كف الطبيب دعا كفا نقبلها ... ونطلب الرزق منها حين ينحبس
[قال: وحدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون المنجم]
قال حدثني أبي قال: