للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وأخبرني السعيد أبو القاسم بن سناء الملك رحمه الله]

قال: خرجنا للقاء القاضي الفاضل رحمه الله تعالى في بعض قدماته من الشام، فلقيناه وعدنا، فلما كنا في سطح الخشى عن ظبي للموكب، فركض خلفه المسكين بن حيون، طامعاً أن يلحقه، وكان مثل هذا الفعل لا يليق به، لأنه ليس من أهله، ولأن الصدر المتلقى لا ينبغي أن يغلط بين يديه مثله. فعجب الفاضل منه، واتفق أن فاته الصيد الذي طلبه، وسقطت مقرعته من يده، ورجع إلى الموكب، وعليه انكسار الفوات وحجل الغلط، فارتجل الأجل الفاضل:

يا عادياً عدو السفي ... هـ وعائداً عود الحليم

ضيعت مقرعةً وعد ... ت سميها من غير ميم

[قال: وأخبرني الفقيه أبو العباس أحمد الآبي]

وكان كثير الصحبة للأجل الفاضل في صدر عمره أيام كونه بالإسكندرية - قال: كان يصحبه رجل يعرف بابن بليمة، ولا يكاد يفارقه، وكان يحضر عنده رجل مغن من أهل الثغر، يعرف بشهاب؛ وكان يغني الموشحات، فغنى ليلةً، واتفق أن نعس ابن بليمة فأنبه، فضرط، فضحك الأجل الفاضل، وارتجل:

تغنى شهاب لنا ليلةً ... غناء له هجع السمر

فأعجب هذا ابن بليمةٍ ... فأقبل من دبره ينعر

[وأخبرني الفقيه شجاع الغزالي المتقدم ذكره]

قال: مضيت أنا ونشو الملك على بن مفرج بن المنجم المقدم ذكره إلى دار الكامل شجاع بن أمير الجيوش بن شاور آخر وزراء الدولة المصرية، ومن كان انقضاؤها بموته، ومعنا قصيدتان قد امتدحناه بهما في بعض الأعياد، فرأينا رماحاً قد عملت برسم الموكب، وجعل عليها مكان اللهازم أهلةً من ذهب، فقال نشو الملك: قد مقع لي في هذه الرماح معنى، فصنع في الحال:

فعال الكامل الملك المرجى ... على ما فيه من فضل أدله

نحا برماحه نحو الأعادي ... فكل قد سقاه بها وعله

ولم يرض النجوم لها نصالاً ... فنصلها هنالك بالأهلة

ثم كتبها وبعث بها إلى الكامل، فخرجت جائزته في الحال.

[وأخبرني الفقيه الوجيه أبو الفضل جعفر بن جعفر الحموي المقدم ذكره]

قال: كان بمصر صبي

<<  <   >  >>