من رأى الناس له الف ... ضل عليهم حسدوه
مثل ما قد حسد القا ... ئم بالملك أخوه
فأمر الأمين له بوقر ثلاثة أبغل دراهم؛ فلما ولى المأمون الخلافة واستقر الأمر له توسل إليه عبد الله بالحسن بن سهل، فلما دخل عليه، قال: ألست القائل:
ما لمن أهوى شبيه
فقال: بل أنا القائل:
نصر المأمون عبد الل ... هـ لما ظلموه
نقضوا العهد الذي كا ... نوا قديماً أكدوه
لم يعامله أخوه ... بالذي أوصى أبوه
وأنشده في مدحه قصيدة أولها:
جزعت ابن تيم أن علاك مشيب ... وبان شباب والشباب حبيب
فأمره له بعشرة آلاف درهم.
[وذكر أبو الفرج الأصفهاني في كتاب القيان والمغنين]
أن المأمون قال يوماً لمتيم الهاشمية، جارية على بن هشام: أجيزي:
تعالى تكون الكتب بيني وبينكم ... ملاحظة نومي بها ونشير
فعندي من الكتب المشومة حيرة ... وعندي من شؤم الرسول أمور
فقالت:
جعلت كتابي عبرةً مستهلةً ... ففي الخد من ماء الجفون سطور
ورسلي لحاجاتي وهن كثيرة ... إليك إشارات بها وزفير
[أنبأني الشيخان]
الشيخ الأجل العلامة تاج الدين أبو اليمن الكندي، والشيخ الأجل الفقيه جمال الدين بن الحرستاني إجازة، قالا: أخبرنا الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين، أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، أخبرني حعفر بن قدامة، قال: اشترى أبو عبادة جاريته سلمى اليمانية، من نخاس مكي قدم بها عليه، فلما جاءه بها أراد أن يمتحنها، فأنشده:
من لمحب أحب في صغره ... فصار أحدوثةً على كبره
من نظرٍ شفه فأرقه ... وكان مبد هواه من نظره
ثم قال لها: أجيزي، فقالت مجيبة غير متوقفة: