لكم دون الكلاب. قال:
وأخوهما السفاح ظمأ خيله ... حتى وردن جبا الكلاب نهالا
الجبا: الماء بعينه، والجبا: الحوض أيضاً.
والضحضاح: الماء القليل يضطرب على وجه الأرض.
والخيسفوج: القطوف والخشب اليابس.
[ومن ذلك ما رواه أبو عزبة]
قال: أقبل النابغة الذبياني يريد سوق بني قينقاع، فلحق الربيع بن أبي الحقيق نازلاً من أطمه، فلما أشرفا على السوق سمعا الضجة، وكانت سوقاً عظيمة، فحاصت بالنابغة ناقته. فقال:
كادت تهلل من الأصوات راحلتي
ثم قال: يا ربيع أجز. فقال:
والنفر منها إذا ما أوجست حلق
فقال: ما رأيت كاليوم شعراً! ثم قال: أجز:
لولا أنهنهها بالزجر لاجتذبت
فقال:
متى الزمام وإني راكب لبق
فقال النابغة:
قد ملت الحبس في الآطام واشتعفت
فقال:
إلى مناهلها لو أنها طلق
فقال النابغة: يا ربيع أنت أشعر الناس.
[ومن ذلك ما رواه إبراهيم بن المدبر]
عن إبراهيم بن العباس الصولي، قال: وحدثني به دعبل أيضاً - وكانا متفقين - قال: كنا نطلب جميعاً بالشعر، فخرجنا سنة وكانت محلاً، فابتدأت أقول في المطلب ابن عبد الله:
أمطلب أنت مستعذب
فقال دعبل:
لسمر المنايا ومستقبل
فقلت:
فإن أشف منك تكن سبة
فقال دعبل: وإن أعف عنك فما تفعل
[وقد ذكر الصولي في كتاب الوزراء]
قال: حدثني محمد بن يحيى، قال: قدم أعرابي اسمه عتبة يقول الشعر، وكان ظريفاً من الأعراب، فضمه الحسن بن وهب إليه، فاجتمع الحسن يوماً وإبراهيم بن العباس، فقال لهما عتبة هذا: إن كنتما تقولان الشعر بالعجلة، فاهجواني، فقال الحسن:
لمن طلل في رأس عتبة مقمل
فقال إبراهيم:
عفته رياح الصفع تعلو وتسفل
فقال الحسن:
شكا ما يلاقيه من الصفع رأسه
فقال إبراهيم:
تناوبه منه جنوب وشمأل
فقال الأعرابي: والله لئن لم تمسكا لأخرجن من البلد.
[وذكر الصابي في كتاب الوزراء والكتاب]
قال: روى أبو الفتح منصور بن محمد بن المقتدر الأصفهاني، قال: كان أبو القاسم ابن أبي العلاء الشاعر من وجوه أهل أصفهان وأعيانهم