الثغر بالثريا، فادكر قليلاً ثم أنشد:
يا غزالاً أرى الغواية رشداً ... في هواه والرشد في الحب غيا
ما رأينا قبل ابتسامك بدر التم يفتر عن نجوم الثريا
وأخبرني القاضي الأعز بن المؤيد المقدم ذكره عن العماد بن ناصر الدولة رحمه الله
قال: اجتمعنا ليلة بدمشق في دعوة غناء، ومعنا ابن عنين وعمر غلام الحكيم بن المطران، فأخذنا في الحديث باستحسانه واستعظام أمره في الحسن وشانه، وتمني الوصول إلى وصاله. وتشهي الاستمتاع بجماله، فقال له بعض الحاضرين: نبه لها عمر، وأطرق ثم أنشد بديهاً:
وحاجةٍ بت أشكوها إلى ثقةٍ ... وقد تزاحمت الأشجان والفكر
فقال لي مشفقاً: نبه لها عمراً ... فقلت واخيبتي إن لم ينم عمر!
وعمر هذا هو الذي يشير إليه ابن عنين في قصيدته المسماة مقراض الأعراض التي عم فيها أهل دمشق بالهجاء، وأولها:
أضالع تنطوي على كرب ... ومقله مستهلة الغرب
ومنها يعني الحكيم بن مطران:
ترى أن سيدي الموفق يخ ... تال في عراصها الرحب
يمشي الهوينى وخلفه عمر ... يختال مثل المهاة في السرب
وسيدي قلما يشاكله ... في الناس إلا تبظرم الرحبي
المدعى أنه بحكمته ... علم بقراط صنعة الطب
[وأخبرني الأعز بن المؤيد رحمه الله]
أنه حضر عند بعض الرؤساء، فناوله شمامة ريحان وورد، فصنع في الحال:
سيداً قد أسدى لنا من أيادي ... هـ فعالا تنزه الأبصارا
قرنت راحتك بالورد ريحا ... ناً فأهدت إلى الخدود عذارا
قال علي بن ظافر
دخلت يوماً على القاضي الفاضل - رحمه الله - فجرى في مجلسه من فنون المذاكرة ما أداه إلى أن قال: كان الرشيد أحمد ابن الزبير قد اجتمعت فيه صفات وأخلاق تقتضي أن تجود معاني الهجاء فيه، من ذلك أنه كان أسود، ولا يزال يدعي الذكاء، وأن خاطره من نار، فقال فيه ابن قادوس:
إن قلت من نارٍ خلق ... ت وقفت كل الناس فهما