وقال أيضاً:
رب يومٍ له من النقع سحب ... ماله غير سائل الدم ودق
قد جلته يمنى بلالٍ بحدي ... وكأني في راحة الشمس برق
وقال فيه:
أنا في الكريهة كالشهاب الساطع ... من صفحةٍ تبدو وحد قاطع
فكأنما استمليت تلك وهذه ... من وصف كف بلالٍ بن مدافع
وقال أيضاً:
انظر لمطرد المياه بصفحتي ... ولنار خدي كم لها من وصال
قد عاد شدي في المضايق شيمتي ... كبلالٍ بن مدافع بن بلال
وسأله صاحب له وصف مشط عاج قد أشبه الثريا شكلاً ولوناً وشق ليلاً من الشعر جوناً فقال
ومتيمٍ بالآبنوس وجسمه ... عاج ومن أدهانه شرفاته
كتمت دياجي الشعر منه بدرها ... فوشت به للعين عيوقاته
وقال فيه:
وأبيض ليل الآبنوس إذا سرى ... تمزق عن صبح من العاج باهر
وإن غاص في بحر لشعور رأيته ... تبشرنا أطرافه بالجواهر
وقال فيه:
ومشرقٍ يشبه لون الضحى ... حسناً ويسرى في الدجى الفاحم
وكلما قلب في لمةٍ ... أضحكها عن ثغرٍ باسم
[قال وجلس بمصر في دار الأنماط يوما مع جماعة]
فمرت بهم امرأة تعرف بابنة أمين الملك، كشمس تحت سحاب الثقاب، وغصن في أوراق الشباب، فحدقوا إليها تحديق الرقيب إلى الحبيب، والمريض إلى الطبيب، فجعلت تتلفت تلفت ظبي مذعور، أفرقه القانص فهرب، وتتثنى تثنى غصن ممطور، عانقه النسيم فاضطرب، فسالوه وصفها، فقال: هذا يصلح أن يعكس فيه قول ابن القطان الأزدي القيرواني:
أعرضن لما أن عرضن فإن يكن ... حذراً فأين تلفت الغزلان
ثم صنع فقال: