الفقيه مرتضى الدين نصر الشيرازي - رحمه الله تعالى - فجرى في الحديث ما أوجب أن قال:
إن هذي النفوس للموت تسعى
واستجازني، فقلت:
فإذا قيل مات لم يك بدعا
[وأخبرني القاضي الموفق بهاء الدين أبو علي بن الديباجي الكاتب قال]
أنشدني القاضي السعيد أبو القاسم بن سناء الملك رحمه الله تعالى:
إذا مت مهجوراً فلا عاش عاشق
قال: وقد أعياني إتمامه على هذا النمط من الجناس، فقلت:
ولا طار للأحباب بعدي طارق
فقال: إنما مرادي أن يكون الجناس متصلاً مثل الأول فقلت:
وبعدي للأحباب لا طار طارق
[قال علي بن ظافر]
سايرت في بعض أسفاري سنة ثلاث وستمائة ابن الحرستاني، وأنا عائد من ميا فارقين إلى ماردين، وكان الشتاء كلباً، والبرد قوياً، والوحل شديداً، فلقينا في تلك العقاب عشاً، فقال:
عقاب في ثناياها عقاب
واستجازني، فقلت للوقت: فما هي بالعذاب بل العذاب
[قال علي بن ظافر]
وبتنا ليلة بالقرافة، فرأى بعض أصحابنا الزهرة، وقد قارنت المشتري، وهما مشرقان في حندس الظلماء، فأفرط في استحسانها، فقال أبو الفضل الوجيه جعفر بن جعفر الحموي:
مقارن الزهرة والمشتري
فقلت: كالزج واللهذم في السمهري فأفرط الجماعة في استحسانه، ثم وقع لي أن أشبههما بلهذمٍ من ذهب وزجٍ من فضة لاصفرار الزهرة وشدة بياض المشتري، فقلت:
أما ترى المشتري وقد قارن الز ... هرة يبغي دنو مقترب
كصعدةٍ زجها ولهذمها ... ذاك لجين، وذا من الذهب
[قال علي بن ظافر]
اجتمعت أنا والقاضي الأعز أبو الحسن علي ابن المؤيد العساني - رحمه الله - يوماً بالرصد، فرأينا شعاع الأصيل فوق بياض الماء، فقلت له: أجز:
أذكت الشمس على الماء لهب
فقال:
فكست فضته منها ذهب
[وقلت له يوما أجز]
طار نسيم الروض من وكر الزهر
فقال: وجاء مبلول الجناح بالمطر
[وذكر أبو علي الحسن بن رشيق في كتاب الأنموذج حكاية مطبوعة]
قال: جلست في دكان أبي لقمان الصفار - وكان يتهم في شعره - مع جماعة من الشعراء، وأبو لقمان والدركادوا الشاعر يلعبان بالشطرنج، ونحن نضحك لما يجري بينهما من غريب المهاترة، فقال الدركادوا: أجز يا أبا لقمان: