للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الذخيرة ورويته بالإسناد المتقدم في أن المتوكل بن الأفطس كان له فرس أدهم أغر محجل، على كفله ست نقط بيض، قندب المتوكل الشعراء لوصفه، فصنع النحلى أبو الوليد فيه بديهاً:

ركب البدر جواداً سابحاً ... تقف الريح لأدنى مهله

لبس الليل قميصاً سابغاً ... والثريا نقط في كفله

وغدير الصبح قد حيض به ... فبدا تحجيله من بلله

كل مطلوبٍ وإن طالت به ... رجله من أجله في أجله

وصنع ابن اللبانة:

لله طرف جال يا بن محمدٍ ... فجنت به حوباؤه التأميلا

لما رأى أن الظلام أديمه ... أهدى لأربعه الهدى تحجيلا

وكأنما في الردف منه مباسم ... تبغى هناك لرجله تقبيلا

وقال فيه عبد الله بن عبد البر الشنتريني من قطعة:

وكأنما عمر على صهواته ... قمر تسير به الرياح الأربع

[وأخبرني بعض أصحابنا]

أن نشو الملك بن المنجم المقدم ذكره، دخل مجلس القاضي الأجل الفاضل - رحمه الله تعالى - فأنشده لنفسه في ممسحة القلم:

ممسحة نهارها ... يجن ليل الظلم

كأنها قد خلقت ... منديل كم القلم

ثم أمره بالعمل فيها، فصنع بديهاً:

وآلةٍ تضمر النهار فما ... تبديه إلا لوافد الظلم

تودع فيها الأقلام فضلة ما ... تنفثه في مصالح الأمم

وقد وقف القاضي الفاضل على هذه الحكاية في نسخة كان استنسخها من هذا الكتاب وهو يومئذ رسالة لا تتجاوز عشرة كراريس لطاف، فلم ينكرها.

وأخبرني صاحبنا فخر القضاة أبو الفرج نصر الله بن القاضي عز القضاة أبي العز هبة الله بن بصاقة الكاتب المعظمى

قال: ضرط بعض أصحابنا ونحن مجمتعون في بعض منازلات الفريج، وتبعه آخر؛ فصنع بعضنا في الأول، وصنع بعضنا فيهما جميعاً؛ فصنع بهاء الدين علي بن الساعاتي بديهاً في الأول:

<<  <   >  >>