وأحسب الحكاية مصنوعة؛ لأن أشعارها ضعيفة.
[وروى ورقاء العامري]
أن الحجاج قال لليلى الأخيلية لما وفدت عليه: إن شبابك قد هرم فولى، واضمحل أمرك وأمر توبة بن الحمير فأقسم عليك إلا ما صدقتني، هل كان بينكما ريبة قط، أو خاطبك في ذلك قط؟ فقالت: لا والله أيها الأمير، إلا أنه قال لي مرة كلمة فيها بعض الخضوع فقلت له:
وذي حاجةٍ قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى صاحب وخليل
فلا والله ما سمعت بعدها منه نغمة فيها ريبة حتى فرق الموت بيننا. فقال لها الحجاج. فما كان منه بعد ذلك؟ فقالت: وجه صاحباً له إلى حاضرنا فقال: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل، فاعل شرفاً، ثم اهتف بهذا البيت:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً ... من الدهر لا يسري إلي خيالها!
فلما فعل الرجل ذلك، عرفت المعنى فقلت له:
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه ... عزيز علينا حاجة لا ينالها
[ومن ذلك ما روى أبو صالح الفزارى]
قال: أقبل شقران مولى سلامان من البصرة بتمر قد امتاره، فلقيه ابن ميادة الرماح بن أبرد فقال ما هذا الذي معك؟ قال: تمر امترته لأهلي يقال له زب رباح، فقال ابن ميادة:
كأنك لم تقفل لأهلك مرةً ... إذا أنت لم تقفل بزب رباح
فقال شقران:
فإن كان هذا زبه فانطلق به ... إلى نسوةٍ سود الوجوه قباح
فغضب ابن ميادة، وانحنى عليه بالسوط يضربه، ثم انصرف معضبا.
وكان المغيرة بن حبناء يهاجي زياداً الأعجم العبقسيوكان بالمغيرة وضح
فقال فيه زياد يصف بياضه:
عجبت لأبيض الخصيين عبدٍ ... كأن عجانه الشعري العبور
فقيل له: يا أبا أمامة! لقد شرفته، ورفعت من قدره، إذ تقول كأن عجانه الشعرى، فقال: أو هكذا ظنكم! لأزيدنه شرفاً ورفعة، ثم صنع فيه من قطعة، فقال:
لاتبصر الدهر منهم حارثاً أبداً ... إلا وجدت على باب استه قمرا
واتفق أنهما اجتمعا يوماً بمجلس المهلب
فجرى بينهما مهاترة، فقال المغيرة لزياد: