أقول له وأنكر بعض ما بي ... ألم تعرف رقاب بني تميم؟
فقال زياد:
بلى لعرفتهن مقصراتٍ ... جباه مذلةٍ وسبال لوم
فانقطع المغيرة.
[ومن ذلك ما ذكره المدائني]
قال: كان أرطاة بن سهية المرئى يهاجي الربيع بن قعنب، فاجتمعا يوماً للمهاترة والمناقضة، فقال أرطاة للربيع:
لقد رأيتك عرياناً ومؤتزراً ... فما دربت أأنثى أنت أم ذكر!
فقال الربيع:
لكن سهية تدري إذ أتيتكم ... على عريجاء لما انحلت الأزر
فانقطع ابن سهية.
[ويروى إن صح وجود مجنون بني عامر]
أنه لما تزوجت ليلى عظم ذلك عليه، واشتد همه وحزنه، وأراد ابن عمٍ له سفراً، وكان طريقه على منزل ليلى، فأتاه المجنون، وقال له: إذا مررت على منزل ليلى فارفع صوتك بهذا البيت قائلاً:
أما وجلال الله لو تذكرينني ... كذكريك ما نهنهت للعين مدمعا
فلما بلغ منزلها صنع ما سأله إياه، فخرجت ليلى إليه وقالت:
بلى وجلال الله ذكراً لو أنه ... تضمنه صلد الصفا لتصدعا
قال علي بن ظافرٍ: والصحيح أن هذين البيتين من قصيدة للصمة القشيري؛ ولكن نقلت هذه الحكاية من كتاب الأجوبة للقمى
[روى الحسن بن صاعد السكوني]
قال: حدثني حولان الأسدي قال: نزلنا على ماء يعرف بماء السيال، ونزل بجانب الماء حي آخر، فعلق رجل منا بامرأة من ذلك الحي، فلما أزمعنا الرحيل أخذ الرجل غلاماً منا فرواه هذا البيت وهو:
وما بين ذا الحيين أن يتفرقا ... من الدهر إلا ليلة وضحاها
حتى حفظه، وقال له: قم بإزاء ذلك البيت الذي فيه الجارية وردد هذا البيت، واحفظ ما يرد عليك، ففعل الغلام، وكانت الجارية جالسة وفي حجرها رأس أخ لها كبير تفليه، وأخ لها صغير يصلح شيئاً، فقالت:
لقد كان في عيشٍ رخى لو أنه ... حوى حاجةً في نفسه فقضاها
فقال أخوها الصغير:
أما سمع المفلى لا در دره ... رسالة صبٍ بالسلام نحاها