للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما قام رومي بكأس مدامة ... وحياً بها زنجية وشحت درا

قال: ولما صنعت هذه القطع ندبت أصحابنا للعمل، فصنع شهاب الدين يعقوب:

رأيت المنار وجنح الظلام ... من الجو يسدل أستاره

وحلق في الجو فانوسه ... فذهب بالنور أقطاره

فقلت المحلق قد شب في ... ظلام الدجى للقرى ناره

وخلت الثريا يداً والنجو ... م ورقاً غدا البدر قسطاره

وخلت المنار وفانوسه ... فتى قام يصرف ديناره

وأنشدني القاضي أبو الحسن بن النبيه لنفسه:

حبذا في الصيام مئذنة الجا ... مع والليل مسبل أذياله

خلتها والفانوس إذ رفعته ... صائداً واقفاً لصيد الغزاله

وأنشدني ابن نفطويه:

يا حبذا رؤية الفانوس في شرفٍ ... لمن أراد سحوراً وهو يتقد

كأنما الليل والفانوس متقد ... في الجو أعور زنجي به رمد

وأنشدني أيضاً لنفسه:

نصبوا لواء للسحور وأوقدوا ... في رأسه ناراً لمن يترصد

فكأنما سبابة قد قمعت ... ذهباً وقامت في الدجى تتشهد

وأنشدني الفقيه أبو يحيى الستولي - رحمه الله تعالى - لنفسه:

وليلةٍ ملئت أسدافها لعساً ... واستوضحت غرر من ثغرها شنبا

ولاح كوكب فانوس السحور على ... إنسان مقلتها النجلاء واشتهبا

حتى كأن دجاها وهو ملتهب ... زنجية حملت في كفها ذهبا

وصنع الأديب أبو العز مظفر الأعمى، وكتب بها عنه إلى، وقد كان سمع جميع المقاطيع فأخذ معانيها وقال:

أرى علماً للناس في الصوم ينصب ... على جامع ابن العاص أعلاه كوكب

وما هو في الظلماء إلا كأنه ... على رمح زنجي سنان مذهب

ومن عجبٍ أن الثريا سماؤها ... مع الليل تلهى كل من يترقب

فطوراً تحييه بباقة نرجسٍ ... وطوراً يحييها بكأس تلهب

<<  <   >  >>