للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأظن الصباح هام بمرآ ... هـ، فأبدى قلباً حريقاً خفوقا

ذاك نجم ما لاح في الجدر كافو ... ر بياض إلا كساه خلوقا

ما بدا نرجس الكواكب إلا ... قام في قومه يرينا الشقيقا

وإذا ما بدت جواهرها في ... الجو أبدى في الأرض منهم عقيقا

فغدونا تحت الدجى نتعاطى ... من رقيق الآداب خمراً حيقا

وجعلنا ريحاتنا طيب ذكرا ... ك فخلناه عنبراً مفتوقا

ذاك وقت لولا مغيبك عنه ... كان بالمدح والثناء خليقا

فأجاب عنها على الوزن دون الروى:

قد أتتني من الجمال قصيد ... يا لها من قصيدةٍ غراء

جمعت رقة الهواء وطيب المس ... ك في سبكها وصفو الماء

فأرتنا طباعه وشذاه ... والذي حاز ذهنه من ذكاء

سيدي هل جمعت فيها اللآلي ... يا أخا المجد أم نجوم السماء

أفحمتني حسناً وحق أيادي ... ك التي لا تعد بالإحصاء

فتركت الجواب والله عجزاً ... فابسط العذر فيه يا مولائي

هل يسامي الثرى الثريا وأنى ... يبلغ النجم فرط نور ذكاء

قال علي بن ظافر: وقد ضمنت هذا الكتاب البديع النظم، الغريب الاسم، ما وقع لي إلى هذا التاريخ من حكايات البدائه، وكل ما فيه من الحكايات المسجوعة فخاطري جالب دره، وحالب دره، وساكب قطره، إلا ما استنبت به، وقد جاء علالة السائر، وأنس المسامر، وملهاة الساهر، ولولا ضيق الصدر بازدحام وفود الهموم، وما ران على البصيرة من تكاثف غيوم الغموم، لتكلفت مشقة الحث، وأنضيت ركائب البحث، فلا أزال في الطلب موضعاً، حتى لا أرى للزيادة موضعاً، إلا ما تنتجه الخواطر في الأزمان الآنفة، وتولده الفكر في الأعصار الرادفة. وقد عقدته عقداً لا يعقبه فسخ، ونظمته نظماً محكماً لا يعرفه نسخ، فمهما اطلعت عليه بعد ذلك من البدائه الواقعة في الأزمنة الخالية، أو مما تجدد في الأزمنة الآتية، جمعته وجعلته كالتتمة له، حتى لا أفض ختامه، ولا أفتق أكمامه، والله تعالى يوقعه عند الجناب المحمول إليه موقع الرضا عنه، والقبول له والإقبال عليه، إنه على ما يشاء قدير،

<<  <   >  >>