اقْتَدِهْ}؟ فسجدها داود فسجدها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فهو تصريح صحيح عن ابن عباس أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أدخل سجود التلاوة في الهدى في قوله تعالى:{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، وسجود التلاوة من الفروع العملية، لا من الأصول.
وأمَّا الدين في قوله:{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ}[الشورى/ ١٣] فقد دل الكتاب والسنة على شموله -أيضًا- للأمور العملية، فقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث جبريل المشهور:"هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"، يعني الإسلام والإيمان والإحسان، مع أنه فسر الإسلام فيه بأنه يشمل الأمور العملية كالصلاة والزكاة والصوم والحج.
وفي حديث ابن عمر المتفق عليه:"بني الإسلام على خمس". الحديث. ومعلوم أن الصلاة والزكاة والصوم والحج أمور عملية لا عقائد.
وقد قال تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}[آل عمران/ ١٩]، وقال {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران/ ٨٥]؛ فدل على أنَّ الدينَ يشمل الأمورَ العلمية كتابًا وسنة.
وبأنَّ الأدلة دلَّت على أنَّ الخطابَ الخاصَّ به -صلى اللَّه عليه وسلم- يشملُ الأمةَ حكمُه لا لفظُه إلا بدليل على الخصوص، كقوله:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب/ ٢١]، وقد علمنا من استقراء القرآن أن اللَّه يخاطبُ نبيَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بخطاب لفظه خاصٌّ، والمقصودُ منه تعميمُ الحكم.