للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلب الإيمان, والتالي باطل لقوله تعالى: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} , يصح أن يكون معارضة للدليل.

وتقريره: الإيمان ليس العبادات والإ لكان إسلامًا بعين ما ذكرتم, وليس بإسلام لقوله تعالى: {قل لم تؤمنوا} , وفي هذه المقدمات نظر.

أولًا: نمنع عود الإشارة إلى جميع المذكور, وظاهر أنه إلى الإخلاصفقط, سلمنا قولكم: لو كان غيره لم يقبل من مبتغيه, نمنعه, والآية دلت على أن الدين الذي هو غير الإسلام غير مقبول, لا على أن كل شيء ما عدا الإسلام غير مقبول, فجاز أن يكون غير دين فلا يلزم أن لا يكون مقوبلًا.

قلت: ونلتزمه, وهو مذهب السلف وأكثر العلماء؛ لأنهم يقولون: الإيمان في الشرع التصديق والنطق بالشهادة, بحيث لو أخل بأحدهما لم يكن مؤمنًا, وأما الآية فلا تدل إلا على أن المسلم هو المؤمن, ولا يلزم من صدق شيئين على شيء اتحاد مفهوم ذينك الشيئين, إذ شرط الاستثناء صدق أحدهما على الآخر, لا اتحاد المفهومين.

سلمنا, ولا ينعكس إلا بعض الإيمان عبادات, وليس المدعى.

قالوا: لو لم يكن نفسها, لكان قاطع الطريق مؤمنًا؛ لأنه لو لم يكن فعل العبادات, لكان نفس تصديق النبي صلى الله عليه وسلم, إذ لا قائل بثالث إجماعًا, فحينئذ يكون قاطع الطريق مؤمنًا لوجود التصديق الخاص منه.

وأما بطلان التالي؛ فلأن قاطع الطريق مخزي, ولا شيء من المؤمن

<<  <  ج: ص:  >  >>