للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشعري لظهور أدلته.

قال الله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها} والتعليم ظاهر في التفهيم بالخطاب, وأنه تعالى الواضع لا البشر, فكذا الأفعال والحروف إذ لا قائل بالفرق, ولأن التكلم بالأسماء وحدها يعسر؛ ولأن الجميع أسماء في اللغة ومن حيث إنها ترفع المسمى إلى الأذهان والتخصيص اصطلاح نحوي, فيكون المعنى: وعلم آدم أسماء المسميات, فحذف المضاف إليه لدلالة الاسم على المسمى وعوض منه الألف واللام, مثل: {واشتعل الرأس شيبًا} والمخالف تارة تأول التعليم, وتارة تأول ما وقع فيه التعليم.

أما الأول فقالوا: المراد بقوله تعالى: {وعلم آدم} أي ألهمه أن بضع, مثل: {وعلمناه صنعة لبوس لكم} , أو علمه ما سبق وضعه من خلق قبل آدم.

أجاب: بأنه خلاف الظاهر, إذ المتبادر من تعليم الأسماء تعريف وضعها لمعانيها, والأصل عدم وضع سابق.

وأما تأويلهم ما وقع فيه التعليم, فقالوا: المحذوف المضاف لا المضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>