للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: وعلم آدم مسميات الأسماء, يدل عليه {ثم عرضهم}؛ لأن ضمير المذكر لا يصلح لأسماء, فهو للمسميات التي دل عليها الأسماء, ولما كان في المسميات العقلاء أغلبهم مذكر.

أجاب: بأن التعليم متعلق بما ت علق به الإنباء, والذي تعلق به الإنباء الأسماء, لقوله: {أنبؤني بأسماء هؤلاء} , {أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم} , ويحققه أن الكلام في معرض الامتنان على آدم بأنه علمه ما لم تعلم الملائكة, وإنما يتبين ذلك إذا سأل الملائكة عما علمه آدم, أما لو سألهم عن شيء آخر, لم يتم الإلزام, لجواز أن يكونوا عالمين بما علمه آدم.

وأما الضمير في {ثم عرضهم} فللمسميات وإن لم يتقدم لها ذكر؛ لأن القرينة الدالة على المسميات وهي كالأسماء مذكورة.

ولو قيل: المراد بالأسماء سمات الأشياء وخصائصها, كان متجهًا.

لا يقال: المراد في الجميع الحقائق.

لأنا نقول: يلزم تكثر المجاز وإضافة الشيء إلى نفسه.

واعلم أن ما ذكروه على الآية إن لم يقدر على أنه معارضة في المقدمة, وإلا كان الجواب كلامًا على المستند.

<<  <  ج: ص:  >  >>