أظهر في اختلاف النغمات وأجناس النطق وأشكاله, إذ لا تكاد تسمع منطقين متفقين في همس واحد, أو جهارة واحدة, أو رخاوة واحدة, أو فصاحة, أو لكنة, أو نظم, أو أسلوب, يدل عليه اختلاف ألوانكم, إذ لا ترى لونين من ألوان البشر متفقين, ولا كذلك اللغات؛ لأن الخلق الكثير تكون لهم لغة واحدة, ولو كان المراد اللغات لكان التوقيف أظهر من الإقدار لكثرة وجوه ترجيحه كما تقدم.
قال: (البهشمية: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} , دل على سبق اللغات, وإلا لزم الدور.
قلنا: إذا كان آدم هو الذي علمها, اندفع الدور.
وأما جواز أن يكون التوقيف بخلق الأصوات أو بعلم ضروري, فخلاف المعتاد.
الأستاذ: إن لم يكن القدر المحتاج في التعريف توقيفًا لزم الدور, لتوقفه على اصطلاح سابق.
قلنا: يعرف بالقرائن والترديد كالأطفال).
أقول: احتج القائلون بأنها اصطلاحية بقوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} أي بلغتهم, فدل على أن اللغة سابقة على الإرسال, فلو كانت بالتوقف, وهو متوقف على الإرسال, لزم الدور.
أجاب: بمنع الملازمة؛ لأن الله تعالى علمها لآدم كما تقدم, [ولا