للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الجبائي وأتباعه: الفعل يحسن بصفة موجبة, لكنها صفة غير حقيقة, ويقبح لصفة توجبه وليست أيضًا صفة حقيقة, وإنما هو وجوه واعتبارات, كلطم اليتيم للتأديب أو للتعذيب, والفرق بين الوجه [والاعتبار أن الوجه هو الصفة المفارق, لكنها صفة للفعل لا بالقياس إلى غيره, والاعتبار الصفة الغير اللازمة, لكن تعرض للفعل باعتبار غيره, وظاهر الإحكام أن مذهب الجبائي هو الثاني.

ثم احتج على إبطال المذاهب الثلاثة الأُوَل بوجهين:

الأول: لو كان الفعل يقتضي الحسن لذاته أو لصفة لازمة لذاته, لما اختلف الفعل الواحد فكان مرة حسنًا ومرة قبيحًا.

أما الملازمة؛ فلاستحالة انفكاك اللازم لذات الشيء عن الشيء, أعم من أن يكون لزومه بوسط هو لازم وبغير وسط.

وأما بطلان التالي؛ فإن الكذب قبيح وقد يحسن, فإنه يجب إذا كان فيه عصمة نبي من ظالم, وكذا يجب في إنقاذ برئ ممن يقصُدُ سفك دمه,

<<  <  ج: ص:  >  >>