للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {لقد كان لكم} , وهو ضعيف.

الإباحة: هو المتحقق, فلزم الوقوف عنده.

أجيب: إذا لم يظهر قصد القربة).

أقول: لما فرغ من أدلة القائلين بالوجوب, احتج لمن قال بالندب.

وتوجيهه: أن فعله عليه السلام الذي لم تعلم صفته لا يكون حرامًا ولا مكروهًا, وإلا لم يأته.

والوجوب باطل؛ لاستلزامه التبليغ دفعًا للتكليف بما لا يطاق, لكنه لم يبلغه وإلا لعلمت صفته, والإباحة منتفية بقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} في معرض المدح, ولا مدح على المباح, وقوله: {حسنة} , ولا حسنة في المباح فتعين الندب.

قال المصنف: وهو ضعيف, ولم يبين ضعفه.

ووجهه: أنا لا نسلم أنه ليس بواجب.

قولكم: الواجب يستلزم التبليغ ولم يبلغ.

قلنا: بلغ بالفعل, وقال تعالى: {واتبعوه}.

سلمنا, لكن المندوب أيضًا يستلزم التبليغ.

سلمنا, ولا نسلم أن الإباحة منتفية.

وحسن التأسي في المباح أن يؤتي به على الوجه الذي فعله عليه السلام.

ثم لما فرغ من الاحتجاج للقائل بالندب, احتج للقائل بالإباحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>