للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقيض, لكان أحسن.

وأجيب: بأن الجبل إذا علم بالعادة أنه حجر, استحال ألا يكون حجرًا إلا في العقل ولا في الخارج, حالة تعلق العلم بكونه حجرًا, وإلا لجاز اجتماع النقيضين, بخلاف الظن فإنه إذ ذاك يحتمل النقيض.

ومعنى التجويز العقلي: لو قدر نقيضه لم يلزم منه محال لنفسه؛ لأنه ممكن لذاته, لكن الممكن لذاته قد يمتنع لغيره وهو وجود مقابله, فتدخل العلوم العادية تحت الحد, لأنها لا تحتمل وقوع النقيض عقلًا ولا خارجًا لأجل الغير.

قيل: العادة تمنع من احتمال النقيض في الذهن, أما في الخارج فلا؛ لأن غايتها الجزم, ولا يلزم مطابقته.

وأجيب: بأن النفس اكتفت بالعادة أن النقيض وإن كان ممكنًا لذاته, لكنه ممتنع لغيره. قلت: لقائل أن يقول:

لما كانت العادة قابلة للانخراق, لم تكن مانعة من احتمال نقيض المعتاد في الخارج عند الجزم به, لاحتمال أن تكون منخرقة في تلك الحال, بل وقع؛ لأن الصحابة كانوا يرون رجلًا لا يشكون أنه دحية وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>