وكاحتجاج عمر في قضية قتال أبي بكر مانعي الزكاة بقوله عليه السلام:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله» , وأقره أبو بكر وعدل إلى الاستثناء في قوله:«إلا بحقها» , فقال:«والزكاة من حقها» , ففهما وجوب قتال الجميع قبل «لا إله إلا الله» , وعدمه بعده. رواه الجماعة.
وأيضًا: احتج أبو بكر على الأنصار بقوله عليه السلام: «الأئمة من قريش» أخرجه النسائي وأذعنوا فكان إجماعًا على أن الصيغة للعموم, إذ لو قلت:«بعض الأئمة من قريش» , لم يلزم ألا يكون من غيرهم إمام.
وكذا احتجاج أبي بكر على فاطمة بقوله عليه السلام:«نحن معاشر الأنبياء لا نورث» لم يثبت بهذا اللفظ, ورواه مسلم:«لا نورث, ما تركناه صدقة» , ويكفي الظهور في مدلول اللفظ.
وقد يقال في احتجاج عمر: إن ذلك فهم من العلة الموجبة لعصمة الدم والمال, وهو قوله:«لا إله إلا الله»؛ لأنه وصف مناسب, وكاحتجاج أبي بكر على فاطمة فهم من «نحن» , ولا مدخل للفظ الأنبياء فيه, وفهم التعميم