للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إنّه صار رأس الحنفيّة، والمشار إليه فى وقته، مع الصّلاح المفرط، يستسقى به الغيث، وولى قضاء القضاة، فسار فيه بالسّيرة اللائقة به، من ردع الأمراء والأكابر، وإقامة الحقّ فيهم، وله تصانيف منها: «تكملة شرح الهداية» للسّروجىّ، وله الشعر الكثير الحسن، قيل: إنّه رأى فى النوم أنّه يقرأ الأسماء الحسنى، فعبّر بأنه يعيش تسعا وتسعين سنة، وكان كذلك.

مات فى ربيع الأوّل سنة سبع وستين وثمانمائة.

ومن شعره (١):

روّح الرّوح براحات الأمل … وتعلّل بعسى ثم لعلّ

واحتمل أوصاب دهر كدر … فغريق البحر لا يخشى البلل

وابد للبلوى بوجه طلق … واترك الشكوى ودع عنك الملل

فمعاناة صروف الدّهر لا … تبعد البلوى ولا تدنى الأجل (٢)

وإذا ضاق بك الأمر فقل … قدّر الله وما شاء فعل

ما تناهى الخطب إلاّ وانتهى … وبدا النّقص به حتى كمل

ومن شعره أيضا (٣):

لا تجزعنّ لمكروه أصبت به … واستقبل الصّعب إن فاجاك باللّين

كلّ المصائب فى الدنيا تهون سوى … مصيبة عرضت للمرء فى الدّين

ومنه أيضا (٤):

لم أنس إذ قالت وقد أزف النّوى … أفديك بالأموال بل بالأنفس

ماذا الفراق فقلت أنت أردته … قالت كذا فعل الجوارى الكنّس


(١) نظم العقيان ١١٥.
(٢) فى نظم العقيان: «فمعاياة .... ولا تدنى أمل».
(٣) نظم العقيان ١١٥.
(٤) نظم العقيان ١١٦.