للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصبح دينى الذى أدين به … ولست منه الغداة معتذرا

حبّ علىّ بعد النّبىّ ولا … أشتم صدّيقنا ولا عمرا (١)

وابن عفّان فى الجنان مع الأب … رار ذاك القتيل مصطبرا

لا ولا أشتم الزّبير ولا … طلحة إن قال قائل غدرا

وعائش الأمّ لست أشتمها … من يفتريها فنحن منه برا

قال ابن كثير (٢): وهذا المذهب ثانى مراتب التّشيّع، وقبله تفضيل علىّ على عثمان، رضى الله تعالى عنهما، وقد قال بعض السّلف: من فضّل عليّا على عثمان، فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار. يعنى فى اجتهادهم ثلاثة أيّام، ثم اتّفقوا على/تقديم عثمان على علىّ بعد مقتل عمر، رضى الله تعالى عنه، وبعد ذلك ستّ عشرة مرتبة فى التّشيّع، على ما ذكره صاحب كتاب «البلاغ الأكبر، والنّاموس الأعظم»، تنتهى [به] (٣) إلى كفر الكفر.

قال (٤) -أعنى ابن كثير-: وقد روينا عن أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب، رضى الله تعالى عنه، أنّه قال: لا أوتى بأحد يفضّلنى على أبى بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما، إلاّ جلدته حدّ (٥) المفترى. وتواتر عنه أنّه قال: خير الناس بعد رسول الله أبو بكر، ثم عمر، رضى الله تعالى عنهما. ثم خالف المأمون فى محبّته مذهب الصّحابة كلّهم، حتى علىّ بن أبى طالب، رضى الله تعالى عنهم أجمعين.

قال: وقد أضاف المأمون إلى بدعته هذه التى أزرى فيها على المهاجرين والأنصار وخالفهم، تلك البدعة الأخرى، والطّامّة العظمى، وهى القول بخلق القرآن، مع ما فيه من الانهماك على تعاطى المسكر، وغير ذلك من الأفعال التى تعدّد فيها المنكر، ولكن كان فيه شهامة عظيمة، وقوة جسيمة، وله همّة فى القتال، وحصار الأعداء، ومصابرة الرّوم وحصرهم فى بلدانهم، وقتل فرسانهم، وأسر ذراريّهم وولدانهم.

وكان يقول (٦): معاوية بعمره، وعبد الملك بحجّاجه، وأنا بنفسى.


(١) فى الفوات: «أشتم صديقه».
(٢) البداية والنهاية ١٠/ ٢٧٧.
(٣) تكملة من: البداية والنهاية.
(٤) البداية والنهاية ١٠/ ٢٧٧.
(٥) فى البداية: «جلد».
(٦) وتاريخ بغداد أيضا ١٠/ ١٩٠.