قال: عن جبريل عليه (١) الصلاة و (١) السلام، عن الله ﷿.
فقال له حاتم: ففيما أدّاه جبريل عن الله تعالى إلى النبىّ ﷺ، وأدّاه النبىّ ﷺ إلى أصحابه رضى الله تعالى عنهم، وأدّاه أصحابه إلى تابعيهم، وأدّاه التابعون إلى الأئمّة، وأدّاه الأئمّة إلى الثّقات، وأدّاه الثّقات إليك، هل سمعت أنّ من كانت داره فى الدنيا أحسن، وفراشه أجمل، وزينته أكثر، كانت له المنزلة عند الله تعالى أعظم؟
فقال: لا.
قال: فكيف سمعت؟
قال: سمعت من زهد فى الدنيا، ورغب فى الآخرة، وأحبّ المساكين، وقدّم لآخرته، كان عند الله تعالى له المنزلة أكثر، وإليه أقرب.
قال حاتم: فأنت بمن اقتديت، بالنبىّ ﷺ،/أو بأصحابه، أو بالتابعين من بعدهم، والصّالحين على أثرهم، أو بفرعون ونمرود، أوّل من بنى بالجصّ والآجرّ؟ يا علماء السّوء مثلكم إذا رآه الجاهل المتكالب على الدنيا، الرّاغب فيها يقول: إذا كان هذا العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرّا منه.