وانظروا إلى طلحة الذي فدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه إخلاصاً للرب الجليل، ففي غزوة أحد لما انفض الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عشرة من الأنصار ومعهم طلحة الخير ينافحون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء القوم فقال رسول الله:(من يرد القوم وهو معي في الجنة! فقام طلحة فقال: امكث، فقام أنصاري فقاتل حتى قتل، ثم قام الثاني فقاتل حتى قتل، ثم الثالث ثم الرابع إلى العاشر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنْصَفَنا إخواننا)، وفي رواية:(ما أنصفنا إخواننا) أي: أقحمناهم فما استطاعوا أن يردوا عنا القوم، فقام طلحة فقاتل بقتال العشرة ورد الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا الإخلاص يتجلى لنا في أروع صورة في طلحة، فقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشرف القوم برأسه فقال: لا يا رسول الله! نحري دون نحرك يا رسول الله! لا يأتيك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك، ثم دق سيفه فأخذ ينافح عن رسول الله بأصابعه حتى قطعت، فألقي على الأرض، فجاء أبو بكر وعمر فقال رسول الله:(دونكم صاحبكم فقد أوجب)، يعني: فقد أوجب الجنة بإخلاصه في عمله لله، وإخلاصه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يفعله الإخلاص بأصحاب رسول الله، وهذه هي ثمرة الإخلاص، ولقد مكن الله للقوم بإخلاصهم له جل في علاه.