للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الالتزام بمنهج السلف]

أما الأدب الثاني الذي لا بد أن يتمثل به طالب العلم: فهو أن يكون على المنهج السديد الصحيح منهج السلف الصالح.

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه ولا بد لطالب العلم أن يدعو الله جل وعلا أن يثبته على الطريق السديد الصحيح , وهذا الطريق هو طريق السلف الصالح, طريق الذين نهلوا من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنهج القويم القائم على الوسطية بين الذين غالوا في دين الله والذين جفوا عن دين الله جل في علاه, فهم وسط في مسألة الإيمان، وسط في مسألة الأعمال, وسط في العبادات, وسط في المعاملات, وسط في العقائد, فأهل السنة والجماعة وسط بين الذين نفوا صفات الرب جل في علاه، وبين الذين غالوا في الإثبات فشبهوا صفات الخالق بالمخلوق, فقالوا: له يد كيد البشر, وعين كعين البشر, وينزل كما ينزل البشر, ويستوي كما يستوي البشر, أعوذ بالله من ذلك! والذين يغالون يقولون: لا يد, ولا عين, ولا بصر, فيعبدون عدماً, أما أهل السنة والجماعة أصحاب المنهج السديد القويم فهم وسط بين هؤلاء وبين هؤلاء, فهم يثبتون لله جل وعلا صفاته بلا تشبيه, وينزهون الله جل وعلا دون تعطيل، وهم وسط في الإيمان أيضاً بين الخوارج وبين المرجئة, فالخوارج الذين يكفرون بالمعصية يقولون: كل معصية تهدم الإيمان, فمن عصى الله جل وعلا ولو بالغيبة فهو كافر عليه أن يغتسل ويقول: لا إله إلا الله ليدخل الإسلام, والمرجئة يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب, فإن زنى وشرب الخمر وفعل الكبائر فإيمانه كما هو لا ينقص ولا يؤثر ذلك في إيمانه، فأهل السنة والجماعة أصحاب المنهج الصحيح وأصحاب المنهج السلفي وسط بين هؤلاء الخوارج والمرجئة.

أيضاً: فهم وسط في العبادات، فإنهم يتلمسون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا يسيرون إلا على نهج الصحابة الذين ساروا على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, وآلوا على أنفسهم ألا يتعبدوا عبادة إلا عندما يسمعون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال الصحابة الكرام.

العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فقيه

<<  <  ج: ص:  >  >>