ثم تدفع بعد ذلك إلى الجمار، ولا تقطع التلبية إلا عند جمرة العقبة، فتستقبلها بصدرها، وتجعل الكعبة عن يسارها، ومسجد الخيف عن يمينها، فتستقبل الجمرة ومعها سبع حصيات، وليس بلازم أن تأخذ الحصيات من مزدلفة، -كما يفعل المبتدعون- وإنما تأخذها من أي مكان يتاح لها، فإن كانت من مزدلفة فخير، وإن لم تستطع فمن منى، فتأخذ سبع حصيات، أو أكثر من ذلك.
ولا يكون الدفع إلا بعد أن تصلي المغرب والعشاء في مزدلفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل -كما في حديث أسامة - فشرب فتوضأ وضوءً سريعاً، فقال أسامة:(يا رسول الله، الصلاة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الصلاة أمانة)، أي: ليست هنا، وإنما السنة أن تصلي المغرب والعشاء في اليوم الثالث بمزدلفة، فتجلس حتى غياب القمر، ثم تدفع بعد غياب القمر لترمي الجمرة، فتستقبل الجمرة بصدرها، وتجعل مكة على يسارها، ومسجد الخيف على يمينها؛ لأنه جاء عن ابن مسعود أنه قال بعد ما رمى بهذه الكيفية:(والذي نفسي بيده! إن هذا المكان هو الذي أنزلت عليه سورة البقرة).
أي: على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعند الرمي ترفع يديها وتكبر مع كل حصاة، وتنظر إلى هذه الحصاة هل نزلت في الحوض أم لا؟ ويكفي في ذلك غالب الظن.
وترمي بسبع حصيات، فإن نسيت كم رمت، فالقاعدة: أنها تبني على اليقين، وإلا على الأقل.