[الرجل الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم بأن تضرب عنقه]
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه وحضر معه غزوة من الغزوات، فلما انتصر المسلمون قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم الغنائم بينهم، فيضرب له بسهم فقال:(والله يا رسول الله! ما بايعتك على هذا، لا على الدرهم ولا على الدينار، قال: فعلى ماذا بايعت؟ قال: بايعتك على أن أغزو في سبيل الله فأضرب ها هنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اصدق الله يصدقك)، فكان صادقاً مع ربه سبحانه، فبلغه الله منازل الشهداء، هذه المنزلة العلية التي يأبى الله جل وعلا أن يعطيها إلا للأخيار الأماجد الأكارم الذين اصطفاهم الله جل وعلا لهذه المنزلة، وقد يشتاق كثير من المؤمنين وتتوق أنفسهم وأرواحهم إليها، حتى إن كثيراً من الصحابة الأخيار كانوا يشتاقون إلى الشهادة شوقاً عجيباً، ومع ذلك يأبى الله جل وعلا عليهم ذلك وإن الله له في ذلك حكم، وهو يصطفي من يشاء لينزله هذه المنزلة، فلما شارك ذلك الرجل مع النبي صلى الله عليه وسلم في القتال وجدوه ملقى أمامهم قتيلاً ينظرون إلى عنقه فرأوه قد ضرب في المكان الذي أشار إليه، فصدق الله حين قال:(ما بايعتك إلا على أن أضرب هاهنا)، وضرب في المكان الذي أراده رضي الله عنه وأرضاه، فصدقه الله.