وبعض من تصدر لتعليم الناس أمر الدين يتجرأ على أحاديث البخاري ويبتعد عن العلم الذي فيه النجاة من التخبطات إلى الطريق القويم، فيطعن في أحاديث البخاري تصريحاً بعد أن كان تلميحاً.
وهو رجل ومعه بعض الناس يقولون: إن أحاديث البخاري ليست صحيحة، ففيها الأحاديث الموضوعة والضعيفة والحسنة والصحيحة، والبخاري جبل الحفظ، وهو رأس السنة، وإمام من أئمة أهل السنة والجماعة فكيف يطعن في حديثه؟! إن أمة لا تعرف قدر رجالاتها خابت وخسرت، وأمة قدرت حق رجالاتها فازت وارتقت وعلت، وهذا الذي حدث في مدة وجيزة من عمر الزمن، فقد امتلكوا الدنيا بأسرها مشارقها ومغاربها؛ لأنها أمة قد عرفت قدر رجالاتها، ثم جاءت أجيال بعد ذلك تطعن في ثوابتنا، وتطرح علية القوم أرضاً، فعلمنا أن الأمة حقاً لن تفيق من هذه الكبوة بحال من الأحوال.
لقد طعن هؤلاء في البخاري ثم في مسلم ثم ارتقوا بعد ذلك إلى الطعن في أبي هريرة أروى الناس لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ليس بفقيه، ثم بعد ذلك طعنوا في عائشة ولذلك فقد فكرت أن أجتمع بطلبة العلم لأبين لهم فضل العلم، ثم أبين فضل أهل العلم، ثم ماذا لو غاب العلماء وتصدر الذين لا يعلمون عن دين الله شيئاً، ولا يتمسكون بهذه الثوابت؟