للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهمية الثبات على الدين]

لقد صدق هؤلاء الله فيما عاهدوا عليه، والله جل وعلا كما بينا في الصفات له غيرة، وغيرة الله أنه لا يعطي فضله لأحد لا يستحقه، ويأبى الله إلا أن يؤتي فضله من يستحقه من الصادقين الذين يطلبون الجنة ونعيمها، وإن ربي جل في علاه حكيم عليم، فيقبض من شاء حيث شاء كيفما يشاء متى يشاء سبحانه وتعالى، وما لنا إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها، اللهم إنا راضون بما أعطيتنا ومنحتنا ورزقتنا، اللهم اجعلنا لك عباداً خلصاً مخلصين يا رب العالمين! إننا متعبدون لله جل وعلا بالكتاب والسنة، فعلينا بالطاعات في محافل الذكر ومجالس العلم، والتذلل لربنا جل في علاه بالسجود والتسبيح والتكبير والتهليل والذكر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس أحد أفضل عند الله من عبد يعمر الإسلام بالذكر والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير)، وهذا دأبنا، ووظيفتنا قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:٥٦ - ٥٨].

فنسأل الله جل وعلا أن يجمعنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، وإن مصيبتنا في نبينا أكبر وأعظم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي رفع راية لا إله إلا الله، ولما راودوه عنها قال: (والذي نفسي بيده لو انفردت سالفتي لا أتركها أبداً)، ونحن كذلك نقول: نعض بالنواجذ على دين ربنا حتى نلقاه على ذلك، ونعوذ بالله من الفتن التي تطرأ على العباد، ونعوذ بالله سبحانه من خاتمة السوء، ونسأله الخاتمة الحسنى فإنه يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢]، والعبد في أواخر حياته عند سكرات الموت لا يشعر بشيء، ولا يستطيع أن يتلفظ بلا إله إلا الله فنحن ضعفاء عند قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:١٠٢].

فمن لهج لسانه بذكر الله سبحانه مات على لا إله إلا الله، ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.

وأختم هذه الكلمة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا أحب عبداً عسله، قالوا: يا رسول الله! وما عسله؟ قال: يفتح الله عز وجل له عملاً صالحاً قبل موته ثم يقبضه عليه)، فإذا أحب الله عبداً وفقه لعمل خير ثم ختم له بهذا العمل الخير، نسأل الله جل وعلا أن يختم لنا جميعاً بالأعمال الصالحات، وأن يرضى عنا، وأن يجعلنا جميعاً مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>