للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم الاحتفال بالمولد]

هل الاحتفال بالمولد سنة متبعة، أم هو بدعة منكرة تموت السنن بسببها؟ لا بد أن نقرر قاعدة مهمة أولاً، ثم نتكلم على حكمه، وهذه القاعدة هي: هل إظهار السرور والفرح في يوم مخصوص هو من القربات أم هو من الأمور المباحات؟ تأصيل هذه القاعدة هو الذي سيفصل وسيبين لنا هل الاحتفال بمولد نبي سنة، أم بدعة؟ إن إظهار السرور والفرح من القربات والعبادات التي تختص بأيام خصها الله جل وعلا، وأمر بها، وحث عليها، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:٧].

وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم على أهل المدينة، فوجدهم يلعبون في يومين، فأنكر ذلك عليهم، فسألهم عن هذين اليومين، فقالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أبدلكم الله خيراً منهما: يوم الأضحى، والفطر).

ومحل الشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم إظهار السرور والفرح، والاجتماع وإطعام الطعام في يومين غير عيد الفطر وعيد الأضحى، فدل ذلك على أنه ليس من المباحات، والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر على شيء مباح، ومن باب أولى ما كان من القربات والعبادات، ولذلك قال: (أبدلكم الله خيراً منهما: عيد الفطر، وعيد الأضحى).

فهذا التأصيل يبين لنا أن إظهار السرور والفرح في يوم مخصوص من القربات العبادات.

<<  <  ج: ص:  >  >>