[مجمل أعمال الحج يوم الثامن والتاسع والعاشر من ذي الحجة]
تبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن، وكما فعلت المرأة في العمرة تفعل في الحج، فتغتسل الغسل المسنون المعلوم، وترتدي الملابس غير البيضاء، ثم تلبي: لبيك اللهم بحجة، وتذهب وقت الزوال إلى منى، فتصلي بها الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، والمغرب ثلاثاً، والعشاء ركعتين، ثم بعد ذلك تبيت بمنى، وهذا المبيت سنة ليس بواجب، يعني: يمكن للمرأة ألا تذهب، فتبيت بمنى إلى الفجر، فتصلي الفجر، ثم تذكر الله جل وعلا، وتقرأ القرآن، وتأتي بالأذكار، ثم بعد طلوع الشمس تدفع مع زوجها إلى عرفة، وتجلس في وادي نمرة إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وإن لم تستطع تجلس في مخيمها مع زوجها، ومع أخواتها، فيصلين الظهر والعصر جمعاً وقصراً ركعتين ركعتين، بأذان واحد وإقامتين.
وإذا بلغتهن خطبة الإمام صلين خلف الإمام، وإن لم تبلغهن يقمن شيخاً من الشيوخ يخطب بهن، ويصلي بهن في المخيم ركعتين ركعتين.
وبعد ذلك تنشغل بالدعاء والذكر والاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل يوم عرفة، ثم تكثر من الدعاء حتى يسقط حاجب الشمس عند الغروب، فتدفع من عرفة إلى مزدلفة، ولا تصلي المغرب والعشاء إلا في مزدلفة جمع تأخير وقصر، ثلاث ركعات للمغرب، وركعتين للعشاء، وتجلس حتى ينتصف الليل، فتدفع مع محرمها إلى منى، وتلتقط من منى -وهو الأصل- وإن التقطته من مزدلفة فليس فيه شيء، فتلتقط سبع حصيات، وتذهب مع محرمها وترمي جمرة العقبة، -وهي الجمرة الكبرى، آخر جمرة- فتستقبلها لترميها، وتجعل الكعبة على يسارها، ومنىً على يمينها، فترميها بسبع حصيات، وتكبر الله مع كل حصى، وخلال كل ذلك تكبر وتلبي، لا تقطع التلبية بحال من الأحوال، إلا عند أول حصى ترمي بها الجمرة، وبعد ذلك تذهب إلى البيت فتطوف بالبيت، ثم تسعى بين الصفا والمروة، ثم تقصر شعرها في بيتها، وبذلك تكون قد تحللت التحلل الأصغر والأكبر، ثم تعود إلى سكنها، فتغتسل وتتحلل وتنام في السكن حتى قبيل غروب الشمس، وتدفع بعد ذلك إلى منى؛ لتبيت فيها.
أيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر.
ولها فضل كبير، وهي من أعظم الأيام، وهي أيام تسبيح وتكبير وتحميد وتهليل وذكر لله، وهي أيام أكل وشرب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أيام التشريق:(هي أيام أكل وشرب وذكر لله جل في علاه)، بل جاء في بعض الروايات:(إن أعظم الأيام عند الله هي أيام التشريق)، فهي تابعة للعشر الأوائل من ذي الحجة، وهي أفضل الأيام عند الله جل في علاه على الإطلاق.