في اليوم الثامن -يوم الترويه- يغتسل الحاج في وقت الضحى، يعني: الساعة التاسعة صباحاً، كما اغتسل في المرة الأولى، ثم يرتدي الإحرام ويقول: لبيك اللهم بحجة، فيدفع إلى منى، والسنة أن يذهب إلى منى قبل الظهر، ويصلي بمنى الصلوات قصراً لا جمعاً، فقد ورد عن جابر وغيره:(أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في منى قصراً لا جمعاً)، فيصلي الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين، والفجر ركعتين؛ لأنه لا قصر في المغرب ولا الفجر، وأما القيام فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك قيام الليل سفراً ولا حضراً، فإذا اعتاد المسلم أن يصلي ركعتين في الليل فلا يدعهما يوم منى، فهذه أفضل الطاعات وهذه أفضل الأماكن التي تعظم فيها الطاعة، فيصلي في الليل ما تيسر، ثم ينام إلى الفجر، ثم يقوم ليصلي الفجر، ثم يذكر الله، ويقرأ أذكار الصباح إلى أن تطلع الشمس، فلا يدفع نحو عرفة حتى يرى الشمس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، أي: ينتظر حتى تطلع الشمس ثم يدفع إلى عرفة، وهذه هي السنة، ولكن من فعل خلاف ذلك فلا شيء عليه، خاصة إذا كان مريضاً أو عاجزاً، فبنيته يكتب له الأجر مضاعفاً.