خ وليس يصح في الإفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل.
خ وما كمد الحساد شيئا قصدته ... ولكنه من يزحم البحر يغرق.
خ وإطراق طرف العين ليس بنافع ... إذا كان طرف القلب ليس بمطرق.
خ ومن كنت بحرا له يا علي لا يقبل الدر الإكبارا.
ليالي بعد الظاعنينا شكول ... طوال وليل العاشقين طويل.
وبتن بحصن الران رزحى من الوجى ... وكل عزيز للأمير ذليل.
فإن تكن الأيام أبصرن صولة ... فقد علم الأيام كيف تصول.
أبدري ما أرابك من يريب ... وهل ترقى إلى الفلك الخطوب.
يجشمك الزمان أذى وحبا ... وقد يؤذى من المقة الحبيب.
خ لكل أمريء من دهره ما تعودا ... وعادات سيف الدولة الطعن في العدى.
خ وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ... ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
ووضع الندى في وضع السيف بالعلي ... مضر كوضع السيف في موضع الندى.
وقيدت نفسي في ذراك محبة ... ومن وجدا الإحسان قيدا تقيدا.
وأتعب من ناداك من لا تجيبه ... وأغيظ من عاداك من لاتشاكل.
وما تركوك معصية ولكن ... يعاف الورد والموت الشراب.
ترفق أيها المولى عليهم ... فإن الرفق بالجاني عتاب.
خ وما جهلت أياديك البوادي ... ولكن ربما خفي الصواب.
خ وكم ذنب مولده دلال ... وكم بعد مولده اقتراب.
خ وجرم جره سفهاء قوم ... وحل بغير جارمه العذاب.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم.
تفيت الليالي كل شيء أخذته ... وهن لما يأخذن منك غوارم.
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم.
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ... وقد عرفت ريح الليوث البهائم.
وما تنفع الخيل الكرام ولاالقنا ... إذا لم يكن فوق الكرام كرام.
فإن كنت لا تعطي الذمام طواعة ... فعوذ الأعاذي بالكريم ذمام.
وشر الحمامين الزؤامين عيشة ... يذل الذي يختارها ويضارم.
خ وما الحسن في وجه الفتى شرفا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق.
وما بلد الإنسان غير الموافق ... ولا أهله الأدنون غير الأصادق.
وما يوجع الحرمان من كف حارم ... كما يوجع الحرمان من كف رازق.
ولو لم يبق لم تعش البقايا ... وفي الماضي لمن بقى اعتبار.
لعل بينهم لبنيك جند ... فأول قرح الخيل المهار.
وما في سطوة الأرباب عيب ... ولا في ذلة العبدان عار.
لك إلف يجره وإذا ما ... كرم الأصل كان للألف أصلا.
إن خير الدموع عينا لدمع ... بعثته رعاية فاستهلا.
وإذا لم تجد من الناس كفؤا ... ذات خدر تمنت الموت بعلا.
ولذيذ الحياة أنفس للنف ... س وأشهى من أن تمل وأحلى.
وإذا الشيخ قال أفٍّ فما مل حياة وإنما الضعف ملا.
آلة العيش صحة وشباب ... فإذا وليا عن المرء ولا.
أبدا تسترد ما تهب الدن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا.
وهي معشوقة على الغدر لا تحفظ عهدا ولا تتمم وصلا.
كل دمع يسيل منها عليها ... وبفك اليدين عنها تخلى.
رب أمر أتاك لا تحمد الفعال فيه وتحمد الإفعالا.
والعيان الجلي يحدث للظن ... زوالا وللمراد انفعالا.
وإذا ما حلا الجبان بأرض ... طلب الطعن وحده والنزالا.
أقسموا لا رأوك إلا بقلب ... طالما غرت العيون الرجالا.
إنما أنفس الأنيس سباع ... يتفارسن جهرة واغتيالا.
من أراد التماس شيء غلابا ... واغتصابا لم يلتمسه سؤالا.
كل غاد لحاجة يتمنى ... أن يكون الغضنفر الرئبالا.
ورفلت في حلل الثناء وإنما ... عدم الثناء نهاية الإعدام.
الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني.
ولربما طعن الفتى أقرانه ... بالرأي قبل تطاعن الأقران.
لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان.