الملك لله الذي عنت الوجو ... هـ له وذلت عنده الأرقاب.
متفرد بالملك والسلطان وقد ... خسر الذين يحاربون وخابوا.
دعهم وزعم الملك يوم غرورهم ... فسيعلمون غدا من الكذاب.
وقول أبي عبد الرحمن السلمي:
سل الله من فضله واتقه ... فإن التقى خير ما تكتسب.
ومن يتقي الله يصنع له ... ويرزقه من حيث لا يحتسب.
وقول بديع الزمان الهمذاني:
لآل فريغون في المكربات ... يد أولا واعتذار أخيرا.
إذا ما حللت بمغناهم ... رأيت نعيماً وملكاً كبيراً.
وقول ابن نباتة:
وأغيد جارت في القلوب لحاظه ... وأسهرت الأجفان أجفانه الوسنى.
أجل نظر في حاجبيه وطرفه ... ترى السحر منه قاب قوسين أو أدنى.
وما ألطف قول ابن عبد الظاهر في معشوقه نسيم:
إن كانت العشاق من أشواقه ... جعلوا النسيم إلى الحبيب رسولا.
فأنا الذي أتلوا لهم يا ليتني ... كنت اتخذت مع الرسول سبيلا.
وقول ابن سناء الملك في مطلع قصيدة:
رحلوا فلست بسائل عن دارهم ... أنا باخع نفسي على آثارهم.
وقول الخباز البلدي:
سار الحبيب وخلف القبا ... يبدي العزاء ويضمر الكربا.
قد قلت إذا سار السفين بهم ... والشوق ينهب مهجتي نهبا.
لو أن لي عزا أصول به ... لأخذت كل سفينة غضبا.
وقل الأبيوردي:
وقصائد مثل الرياض أضعتها ... في باخل ضاعت به الأحساب.
فإذا تناشدها الرواة وأبصروا ال ... ممدوح قالوا ساحر كذاب.
وقول محمد الشجاعي:
لا تعاشر معشرا ضلوا الهدى ... فسواء اقبلوا أو أدبوا.
بدت البغضاء من أفواههم ... والذي يخفون منها أكبر.
وقول القاضي منصور الهروي:
ومنتقب بالورد قبلت خده ... وما لفؤادي من هواه خلاص.
فاعرض عني مغضبا قلت لا تجر ... وقبل فمي إن الجروح قصاص.
وقول بعضهم في رجل كان يشرب الخمر، فبكر فذات يوم فسقط على زجاجته فجرحته، وسال دمه:
أجريح كاسات أرقت نجيعها ... طلب الترات يعز منه خلاص.
لا تسفكن دم الزجاجة بعده ... إن الجروح كما علمت قصاص.
وقال شيخ الشيوخ بحماة:
يا نظرة ما جلت لي حسن طلعته ... حتى انقضت وأباتتني على وجل.
عاتبت إنسان عيني في تسرعه ... فقال لي خلق الإنسان من عجل.
وقول الحافظ بن حجر العسقلاني:
خاض العواذل في حديث مدامعي ... لما رأوا كالبحر سرعة سيره.
فحسبته لا صون سر هواكم ... حتى يخوضوا في حديث غيره.
وقد سبقه إلى هذا الاقتباس من قال:
أما السماح فقد مضى وقد انقضى ... فتسل عنه ولا تسل عن خيره.
واسكت إذا خاض الورى في ذكره ... حتى يخوضوا في حديث غيره.
وقول محي الدين بن قرناص:
إن الذين ترحلوا ... نزلوا بعين ناظره.
أسكنتهم في مهجتي ... فإذا هم بالساهرة.
وقول بعضهم:
تجرد للحمام عن قشر لؤلؤ ... وألبس من ثوب الملاحة ملبوسا.
وقد جرد الموسى لتزيين رأسه ... فقلت لقد أوتيت سؤالك يا موسى.
قال أبو الحسن البلنسي الصوفي: كان لي صديق أمي لا يقرأ ولا يكتب فعلق فتى، وكان خرج لنزهة، فأثرت الشمس في وجهه، فأعجبه ذلك فأنشأ يقول:
رأيت أحمد لما جاء من سفر ... والشمس قد أثرت في وجهه.
فانظر لما أثرته الشمس في قمر ... والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا.
وما أحسن قول القاضي تاج الدين بن احمد المالكي من فضلاء العصر:
مذ واصل الخل شمس الراح قلت له ... الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا.
فقال معتذرا لوحيل بينهما ... وافى الخسوف لبدر التم مبتدرا.
يشير إلى ما يزعمه المنجون من أنسب خسوف القمر حيلولة الأرض بينه وبين الشمس.
وقال الأبيوردي:
أردت زيارة الملك المفدى ... لأمدحه وأخذ منه رفدا.
فعبس حاجب فقرأت أما ... من استغنى فأنت له تصدا.
وأحسن من هذا قول الأديب المعروف بالمهتار من شعراء العصر أيضاً مقتبساً لهذه الآية في مليح فقير الحال:
تصد وكم تصدى منك كف ... لمن لم يدر قدرك يا مفدى.