للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوزير أبو الفضل محمد بن عبد الواحد التميمي الدرامي البغدادي. سمع من جماعة من العلماء ببغداد، وخرج منها رسولا من القائم بأمر الله العباسي إلى صاحب إفريقية المعز بن باديس، واجتمع بأبي العلاء المعري بالمعرة، وأنشده قصيدة لامية يمدح بها صاحب حلب فقبل عينيه وقال: لله أنت من ناظم، وخرج من إفريقية من أجل فتنة العرب، وخيم عند المأمون بن ذي النون بطليطلة؛ وله فيه مدائح كثيرة، ولم يزل في كنفه إلى أن مات ليلة الجمعة لأربع عشرة خلت من شوال خمس وخمسين وأربعمائة.

ومن فريد شعره قوله:

يا ليل ألا انجليت عن فلق ... طلت ولا صبر لي على الأرق.

جفت لحاظي التغميض فيك فما ... تطبق أجفانها على الحدق.

كأنني صورة ممثلة ... ناظرها الدهر غير منطبق.

رجع- ومنه قول أبي عبد الله محمد بن الفراء الأندلسي:

شكوت إليه بفرط الدنف ... فأنكر من قصتي ما عرف.

وقال الشهود على المدعي ... وأما أنا فعلي الحلف.

فجئنا غلى الحاكم الألمعي ... قاضي المجون وشيخ الظرف.

وكان بصيرا بشرع الهوى ... ويعلم من أين أكل الكتف.

فقلت له اقض ما بيننا ... فقال الشهود على ما تصف.

فقلت له شهدت ادمعي ... فقال إذا شهدت تنتصف.

ففاضت دموعي من حينها ... كفيض السحاب إذا ما يكف.

فحرك رأسا إلينا وقال ... دعوا يا مهاتيك هذا الصلف.

كذا تقتلون مشاهيرنا ... إذا مات هذا فأين الخلف.

وأومى إلى الورد أن يجتنى ... وأومى إلى الريق أن يرتشف.

فلما رآه حبيبي معي ... ولم يختلف بيننا مختلف.

أزال العناد فعانقته ... كأني لام وحبي ألف.

وظلت أعاتبه حتى الجفا ... فقال عفا الله عما سلف.

وقول الشيخ صدر الدين بن الوكيل:

يا سيدي إن جرى من مدمعي ودمي ... للعين والقلب مسفوح ومسفوك.

لا تخش من قود يقتص منك به ... فالعين جارية القلب مملوك.

وقوله:

ما الكاس عندي بأطراف الأنامل بل ... بالخمس تقبض لا يحلو لها الهرب.

شججت بالماء منها الرأس موضحة ... فحين أعقلها بالخمس لا عجب.

وقوله:

لم يصب الراووق إلا عندما ... قطع الطريق على الهموم وعاقها.

وقوله:

أرقت دم الراووق حلا لأنني ... رأيت صليبا فوقه فهو مشرك.

وزوجت بنت الكرام بابن غمامة ... فصح على التعليق والشرط أملك.

وقول أبي العلاء المعري:

أن يكرهوا طعم القريض فعذرهم ... باد كحاشية الرداء المعلم.

هم محرمون عن المناقب والعلى ... والشعر طيب لا يحل لمحرم.

وقول علي بن همام:

سيرت ذكرك في البلاد كأنه ... مسك فسامعة يضمخ أو فما.

وأرى الحجيج إذا أرادوا ليلة ... ذكراك أخرج فدية من احرما.

وقول الشهاب أحمد بن يوسف الغرناطي:

حضر العيد يا غزال وقد غب ... ت وذاك المغيب منك حرام.

كيف صومتنا عن الوصل في العي ... د وما حل يوم عيد وصيام.

وفي معناه لابن الدهان البغدادي:

نذر الناس يوم برئك صوما ... غير أنني نذرت وحدي فطرا.

عالما أن يوم برئك عيدا ... لا أرى صومه ولو كان نذرا.

وقول محمد بن جابر الأندلسي صاحب البديعية:

طلبت زكاة الحسن منها فجاوبت ... إليك فهذا ليس تدركه مني.

على ديون للعيون فلا ترم ... زكاة فإن الدين يسقطه عني.

وقول جعفر بن شمس الخرفة:

بنت كرم تجلى لنا وعليها ... تاج در من الحباب وعقد.

حد سكري منها ثمانون كأسا ... والثمانون هن للسكر حد.

وقول ولادة بنت المستكفي:

لحاظنا تجرحكم في الحشى ... ولحظكم يجرحنا في الخدود.

جريح بجرح فاجعلوا ذا بذا ... فما الذي أوجب جرح الصدود.

ومن الاقتباس من أصول الفقه قول شمس الدين محمد التلمساني:

قضاة الحسن ما صنع بطرف ... تمنا مثله الرشأ الربيب.

رمى فأصاب قلبي باجتهاد ... صدقتم كل مجتهد مصيب.

وقل الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد:

قالوا فلان عالم فاضل ... فأكرموه مثلما يرتضي.

فقلت أما لم يكن ذا تقى ... تعارض المانع والمقتضي.

<<  <   >  >>