هذبتني الأيام بالحسنات ال ... بيض منها والسيئات السود
وتبخترت في السعادة لما ... شملتني سعادة المسعود
وقوله أيضاً من أخرى في سراج الدين كامل مع بديع التورية أيضاً:
تولى الحمد عن قوم تولوا ... عن الجود الذي بالحمد كافل
أناس قسموا أثلاث لؤم ... بغدار وكذاب وباخل
سأبكي من وجود النقص فيهم ... كما أبكي على عدم الفضائل
فهلا بالندى حازوا كمالا ... رأوا في سراج الدين كامل
وقول الأديب أبي محمد عمارة اليمني من قصيدة يمدح بها الملك الناصر صلاح الدين يوسف:
ترنحت من نشوات الصبا ... فبت مسرورا بنشوان صاح
وفاح من عرف الدجى عنبر ... أحرقه الفجر بجمر الصباح
لاموا عليها مغرما سمعه ... كراحة الناصر عند السماح
وقول ابن الساعاتي في الملك المذكور أيضاً:
منعت ظباء المنحنى بأسوده ... وأشد ما أشكوه فتك ظبائه
فعلت بنا وهي الصديق لحاظها ... كظبي صلاح الدين في أعدائه
وقوله أيضاً:
أبكي العقيق بمثله ونهب أن ... فاس الغضى بضرامه المتسعر
وجدي وإن كنت الذليل ببيضه ... وجد العزيز بكل لدن أسمر
وقول أبي عبد الله السنبسي يمدح سيف الدولة صدقة ابن منصور:
ونرجس خضل تحكي أزاهره ... أحداق تبر على أجفان كافور
كأنما نشره في كل باكرة ... مسك تضوع أو ذكر ابن منصور
وقول القاضي الفاضل من قصيدة يمدح بها خليفة الفاطميين في عصره، مطلعها:
ترى لحنيني أو حنين الحمائم ... جرت فحكت دمعي دموع الغمائم
وهل من ضلوع أو ربوع ترحلوا ... فكل أراها دارسات المعالم
دعوا نفس المقروح تحمله الصبا ... وإن كان يهفو بالغصون النواعم
تأخرن في حمل السلام عليكم ... لديها لما قد حملت من شمائم
فإن فؤادي بعدكم قد فطمته ... عن الشعر إلا مدحة لابن فاطم
وقول أبي الفتح محمد سبط ابن التعاويذي، من قصيدة في الخليفة الناصر لدين الله العباسي، مطلعها:
طاف يسعى بها على الجلاس ... كقضيب الأراكة المياس
إلى أن قال:
يا نهار المشيب من لي وهيهات بليل الشبيبة الديماس
حال بيني وبين لهوي وأطرا ... بي دهر أحال صبغة رأسي
ورأى الغانيات شيبي فاعرض ... ن وقلن السواد خير لباس
كيف لا يفضل السواد وقد أضحى شعارا على بني العباس
وقوله من أخرى في المستضيء بأمر الله وهو والد الناصر لدين الله المذكور، أولها:
قل للسحاب إذا مرت ... هـ يد الجنائب فارجحن
عج باللوى فاسمح بدم ... عك في المعاهد والدمن
يا منزل الأنس الجميع ... وملعب الحي الأغن
سكنت بك الآرام من ... بعد الأحبة والسكن
أين استقلت بالحبيب ... ركابه ومتى ظعن
شوقي إلى زمن الحمى ... سقى الغوادي من زمن
شوق المغرب شردته يد البعاد عن الوطن
ولقد عهدتك والزما ... ن لشملنا بك ما فطن
وثراك ما اغبرت مسارحه وماؤك ما أجن
وظباؤك الأتراب لي ... وطر وتربك لي وطن
لام العذول وما درى ... وجدي وبلبالي بمن
وجدي بمن فضح القضيب وأخجل الظبي الأغن
ما ضر من هو فتنتي ... لو كان يرحم من فتن
دمعي طليق في محبته وقلبي مرتهن
يا منيتي أودى الصدود بعاشق بك ممتحن
غادرته وقفا على العبرات بعدك والحزن
كلف الفؤاد معذبا ... بين الإقامة والظعن
عطفا على قرح الجفو ... ن بعيد عهد بالوسن
لا تبخلي فالبخل يذهب بهجة الوجه الحسن
ولرب ليل بت فيه صريع باطية ودون
أختال من مرح واسحب فضل أذيال الردن
مع معطف لدن القوا ... م إذا انثنى رخص البدن
لكنني كفرت ليلة زرته عني وعن
بمدائحي للمستضيء ... أبي محمد الحسن
وقوله من أخرى فيه أيضاً أولها:
أهلا بطلعة زائر ... فضح الدجى بضيائها
سمح الزمان بوصلها ... فدنت على عدوائها
باتت تعاطيني المدام ... وكن من أكفائها
فسكرت من ألحاظها ... وغنيت عن صهبائها