للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخبرتماني أن تيماء منزل ... لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا

ظنا منه أن ليلى هذه صاحبة المجنون, وليس كذلك, بل هي من أخوات بثينة, وتيماء من منازل بني عذرة الذي هم قوم جميل وبثينة لا من منازل بني عامر قوم المجنون وصاحبته ليلى, كما نص عليه الأصبهاني في الأغاني.

ومنه قول كثير عزة وهو معدود من المرقص:

ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الاباطح

وقيل هذان البيتان من أبيات ليزيد بن الطثرية, وقيل لعقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى وهو الذي ذكره الشريف المرتضى رضي الله عنه في الغرر والدرر.

وقوله:

وادنيتني حتى إذا ما سبيتني ... بقول يحل العصم سهل الاباطح

تجافيت عني حين لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح

أأقيل أن جريرا ساير رواية كثير قاصدين الشام, فطرب وقال: أنشدني لأخي بني مليح - يعني كثيراً - فلما انتهى إلى هذين البيتين قال: لولا أنه لا يحسن بشيخ مثلي النخير لنخرت حتى يسمعني هشام على سريره.

ومن مشهور شعره كثير وجيده الفائق قصيدته التالية, وهي غاية في باب الانسجام, وهي:

خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت

وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات القلب حتى تولت

فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمرة فتجلت

فوالله ثم الله ما حل قبلها ... ولا بعدها من خلة حيث حلت

وما مر من يوم علي كيومها ... وأن عظمت أيام أخرى وجلت

وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ... كناذرة نذرا فأوفت وبرت

فقلت لها يا عز كل مصيبة ... إذا وطنت يوما لها النفس ذلت

ولم يلق إنسان من الحب منعة ... بغم ولا عمياء إلا تجلت

أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها ... وحلت تلاعا لم تكن قبل حلت

أريد ثواء عندها وأظنها ... إذا ما أطلنا عندها المكث ملت

فوالله ما قاربت إلا تباعدت ... بهجر ولا أكثرت إلا أقلت

يكلفها الغيران شتمي وما بها ... هواني ولكن للمليك استذلت

هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت

فان تكن العتبى فأهلا ومرحبا ... وحقت لها العتبى علينا وقلت

وإن تكن الأخرى فان وراءنا ... مهامه لو سارت بها العيس كلت

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية أن نقلت

فما أنا بالداعي لغزة بالردى ... ولا شامت أن نعل عزة زلت

وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت عنها برهة وتخلت

لكالمرتجى ظل الغمامة كلما ... تبوء منها للمقيل اضمحلت

كأني وإياها غمامة ممحل ... رجاها فلما جاوزته استهلت

كأني أنادي صخرة حين أعرضت ... من الصم لو تمشي بها العصم زلت

صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ... فمن مل منها ذلك النيل ملت

فما أنصفت أما النساء فبغضت ... إلي وأما بالنوال فضنت

فوا عجبا للقلب كيف اغتراره ... وللنفس لما وطنت كيف ذلت

وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا ... فلما تواثقنا شددت وحلت

وكنا سلكنا في صعود من الهوى ... فلما توافينا ثبت وزلت

فإن سأل الواشون كيف سلوتها ... فقل نفس حر سليت فتسلت

وللعين تذراف إذا ما ذكرتها ... وللقلب وسواس إذا العين ملت

فكنت كذي رجلين رجل صحيحة ... وأخرى رمى فيها الزمان فشلت

ولي عبرت لو يدمن قتلنني ... توالي التي ما بالتي قد تولت

فليت قلوصي عند عزة قيدت ... بحبل ضعيف بان منها فضلت

وأصبح في القوم المقيمين رحلها ... وكان لها باغ سواي فبلت

تمنيتها حتى إذا ما رأيتها ... رأيت المنايا شرعاً قد أظلت

أصاب الردى من كان يبغي لها الردى ... وجن اللواتي قلن عزة جنت

عليها تحيات السلام هدية ... لها كل حين مقبل حيث حلت

ومنه قول مجنون ليلى واسمه قيس بن الملوح

تعلقت ليلى وهي ذات ذوائب ... ولم يبد للأتراب من صدرها حجم

<<  <   >  >>