للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا ... إلى الآن لم نكبر ولم تكبر البهم

وقوله أيضاً:

إلى الله أشكو نية شقت العصا ... هي اليوم شتى هي أمسى جميع

مضى زمن والناس يستشفعون بي ... فهل لي إلى ليلى الغداة شفيع

أعائدة يا ليل أيامنا الألى ... بذي الرمث أم ما إن لهن رجوع

وقوله أيضاً:

قضى الله حب العامرية فاصطبر ... عليه وقد تجري الأمور على قدر

ألا ليقل من شاء ما شاء إنما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر

وقوله أيضاً:

أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا

وقوله أيضاً:

وداع داعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أشجان الفؤاد وما يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ... أطار بليلى طائرا كان في صدري

ومنه قول صاحبته ليلى فيه:

ألا ليت شعري والخطوب كثيرة ... متى رحل قيس مستقل فراجع

بنفسي من لا يستقل بنفسه ... ومن هو إن لم يحفظ الله ضائع

ومنه قول عبد الله بن الدمينة:

قفي قبل وشك البين يا ابنة مالك ... ولا تحرمينا نظرة من جمالك

قفي يا أميم القلب نقضي لبانة ... قبيل النوى ثم افعلي ما بدا لك

سلي البانة الغناء بالأجرع الذي ... به البان هل حييت أطلال دارك

ومنها:

تعاللت كي أشجي وما بك علة ... تريدين قتلي قد ظفرت بذلك

تقولين للعواد كيف ترونه ... فقالوا قتيلاً قلت أيسرها لك

لئن ساءني أن نلتني بمساءةٍ ... لقد سرني أني خطرت ببالك

أبيني أفي يمنى يديك جعلتني ... فافرح أم صيرتني في شمالك

حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال: كان العباس بن الأحنف إذا سمع شيئاً يستحسنه أطرفني به, وأفعل مثل ذلك, فجاني يوماً فوقف بين الناس. وأنشد لابن الدمينة:

إلا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجد

أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند

بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن ... جزوعاً وأبديت الذي لم تكن تبدي

وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الوجد

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد

على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من أهواه ليس بذي ود

ثم ترنح ساعة, وترجح أخرى, ثم قال: أنطح العمود برأسي من حسن هذا الشعر؟ فقلت: لا, أرفق بنفسك.

والدمينة بضم الدال المهملة, وفتح الميم وسكون المثناة التحتية وفتح النون, تصغير دمنة وهي أمه, وعهدي ببعض الطلبة المتزيدين لا يعرف كيف ينطق بهذا اللفظ لحيرته في ضبطه والله الموفق.

ومنه قول بشار بن برد وهو من مخضرمين الدولتين الأموية والعباسية:

عبد إني إليك بالأشواق ... لتلاق كيف لي بالتلاق

أنا والله اشتهى سحر عيني ... ك وأخشى مصارع العشاق

وقوله أيضاً وهو من المطرب:

أيها الساقيان صبا شرابي ... وأسقياني من ريق بيضاء رود

إن دائي الظما وإن شفائي ... رشفة من رضاب ثغر برود

ولها مضحك كغر الأقاحي ... وحديث كالوشي وشي البرود

نزلت في السواد من حبة القل ... ب ونالت زيادة المستزيد

ثم قالت نلقاك بعد ليال ... والليالي يبلين كل جديد

عندها الصبر عن لقائي وعندي ... زفرات يأكلن قلب الجليد

وقوله أيضاً:

عذيري من العذال إذ يعذلونني ... سفاها وما في العاذلين لبيب

يقولون لو عزيت قلبك لارعوى ... فقلت وهل للعاشقين قلوب

ومن المرقص قوله من أرجوزة:

يا طلل الحي بذات الصمد ... بالله خبر كيف كنت بعدي

أوحشت من دعد وترب دعد ... سقيا لأسماء ابنة المرشد

صدت بخد وجلت عن خد ... ثم انثنت كالنفس المرتد

عهدي بها سقيا له من عهد ... تخلف وعدا وتفي بوعد

ومنه قول العباس بن الأحنف وهو من المبرزين في هذا الباب:

وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنوناً فزدني من حديثك يا سعد

هواها هوى لا يعرف القلب غيره ... وليس له قبل وليس له بعد

<<  <   >  >>