للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاخلع عذارك واشرب قهوة مزجت ... بقهوة الفلج المعسول والشنب

فالعيش في ظل أيام الصبا فإذا ... ودعت طيب الشباب الغض لم يطب

توج بكأسك قبل الحادثات يدا ... فالكأس تاج يد المثري من الأدب

وقوله وهو من المرقص:

خذوا من العيش فالأعمار فانية ... والدهر منصرف والعمر منقرض

في حامل الكأس من بدر الدجى خلف ... وفي المدامة من شمس الضحى عوض

كأن نجم الثريا كف ذي كرم ... مبسوطة للعطايا ليس تنقبض

دارت علينا كؤوس الراح مترعة ... وللدجى عارض في الجو معترض

حتى رأيت نجوم الليل غائرة ... كأنهن عيون حشوها مرض

ومنه قول الخباز البلدي

ذرى شجر للطير فيها تشاجر ... كأن صنوف النور فيها جواهر

كأن القماري والبلابل فوقها ... قيان وأوراق الغصون ستائر

شربنا على ذاك الترنم قهوة ... كأن على حافاتها الدر دائر

ومما وقع الاتفاق على أنه من الانسجام المرقص قول الوزير المهلبي:

تصارمت الأجفان منذ ضرمتني ... فما نلتقي إلا على عبرة تجري

وقوله أيضاً:

قال لي من أحب والبين قد وجد ... ودمعي مواصلا لشهيقي

ما الذي في الطريق تصنع بعدي ... قلت أبكي عليك طول الطريق

ومنه قول أبي إسحاق إبراهيم الصابي:

لست أشكو هواك يا من هواه ... كل يوم يروعني منه خطب

مر ما مر بي من أجلك حلو ... وعذابي في مثل حبك عذب

وقوله أيضاً:

أيها اللائم المضيق صدري ... لا تلمني فكثرة اللوم تغري

قد أقام القوام حجة عشقي ... وأبان العذار في الحب عذري

وقوله أيضاً:

إن نحن قسناك بالغصن الرطيب فقد ... حفنا عليك به ظلما وعدوانا

لأن أحسن ما نلقاه مكتسيا ... وأنت أحسن ما نلقاك عريانا

ومنه قول القاضي التنوخي:

غصن تأود فوق دعص من نقا ... ليل تبلج عن نهار مسفر

كالشمس إلا أنه متنفس ... عن مسكة متبسم عن جوهر

وأطال من ليلي وقصر ليله ... إني سهرت وأنه لم يسهر

وقول أبي نصر الخبزارزي:

خليلي هل أبصرتما أو سمعتما ... بأحسن من مولى تمشى إلى عبد

أتى زائرا من غير وعد وقال لي ... أصونك عن تعليق قلبك بالوعد

فما زال نجم الكأس بيني وبينه ... يدور بأفلاك السعادة والسعد

فطورا على تقبيل نرجس ناظر ... وطورا على تعضيض تفاحة الخد

وقوله أيضاً:

شاقني الأهل ولم تشقني الديار ... والهوى صائر إلى حيث صاروا

جيرة فرقتهم غربة البين ... وبين القلوب ذاك الجوار

كم أناس زعوا لنا حين غابوا ... وأناس جفوا وهم حضار

عرضوا ثم أعرضوا واستمالوا ... ثم مالوا وأنصفوا ثم جاروا

لا تلهم على التجني فلو لم ... يتجنوا لم يحسن الاعتذار

وقوله أيضاً: قالوا عشت صغيرا قلت أرتع في=روض المحاسن حتى يدرك الثمر

ربيع حسن دعاني لافتتاح هوى ... لما تفتح منه النور والزهر

ومن بديعه قول أبي طاهر الواسطي قال الثعالبي (وهو أحسن وأبلغ ما سمعته في طول الليل) :

عهدي بنا ورداء الصبح يجمعنا ... والليل أطوله كاللمح بالبصر

فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم ... ليل الضرير فصبحي غير منتظر

وقول أبي عبد الله الحامدي

يا راحلا ترك البكاء مباحا ... ما رحت أنت بل اصطباري راحا

إن أخلفتني فيك أسباب المنى ... وغدوت لي سقما وكنت صلاحا

فلقد عهدتك مسعدا لي في الهوى ... وعهدت وجهك في الظلام صباحا

وقول ابن نباتة السعدي:

يا من أضر بحسن الشمس والقمر ... ولم يدع فيهما للناس من وطر

نفسي فداؤك من بدر على غصن ... تكاد تأكله عيناي بالنظر

وقوله وهو من المطرب

سقى الله أرضاً لا أبوح بذكرها ... فتعرف أشجاني بها حين تذكر

سوى أنها مسكية الترب ريحها ... ترف وتندى والهواجر تزفر

نمت بها يجلو علي كؤوسها ... أغر الثنايا واضح الجيد أحور

فوالله ما أدري أكانت مدامة ... من الكرم تجنى أم من الشمس تعصر

إذا صبها جنح الظلام وعبها ... رأيت رداء الليل يطوى وينشر

<<  <   >  >>