للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله وهو من المرقص:

خلقنا بأطراف القنا في صدورهم ... عيونا لها وقع السيوف حواجب

بقوا قبلنا مرد العوارض وانثنوا ... وأوجههم منها لحى وشوارب

وقوله في فرس أغر محجل أهداه إليه سيف الدولة:

قد جاءنا الطرف الذي أهديته ... هاديه يعقد أرضه بسمائه

أولاية وليتنا فبعثته ... رمحا سبيب العرف عقد لوائه

نختال منه على أغر محجل ... ماء الدياجي قطرة من مائه

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه وخاض في أحشائه

متمهلا والبرق من أسمائه ... متبرقعا والحسن من أكفائه

لا تعلق الألحاظ في أعطافه ... إلا إذا كفكفت من غلوائه

لا يكمل الطرف المحاسن كلها ... حتى يكون الطرف من إسرائه

وقال فيه أيضاً:

وأدهم يستمد الليل منه ... وتطلع بين عينيه الثريا

سرى خلف الصباح يطير مشيا ... ويطوي خلفه الأفلاك طيا

فلما خاف وشك الفوت منه ... تشبث بالقوائم والمحيا

ومن المرقص البديع قول السلامي:

تبسطنا على الآثام لما ... رأينا العفو من ثمر الذنوب

ومثله قوله:

الكأس للسكر التبري صائفة ... والماء للحبب الدري نظام

بتنا نكفكف بالكاسات أدمعنا ... كأننا في حجور الروض أيتام

وقوله:

نفرغ أكياسنا في الكؤوس ... نبيع العقار ونشري العقارا

حمدنا الهوى ونسينا الفراق ... ومن يشرب الخمر ينس الخمارا

وقوله من قصيدة يمدح بها عضد الدولة:

إليك طوى عرض البسيطة جاعل ... قصارى المطايا أن يلوح لها القصر

فكنت وعزمي في الظلام وصارمي ... ثلاثة أشياء كما اجتمع النسر

وبشرت آمالي بملك هو الورى ... ودار وهي الدنيا ويوم هو الدهر

قال القاضي ابن خلكان في تاريخه بعد إنشاد هذه الأبيات: وعلى الحقيقة هذا الشعر هو السحر الحلال كما يقال.

وقد أخذ هذا المعنى القاضي أبو بكر الأرجاني فقال:

يا سائلي عنه لما جئت أمدحه ... هذا هو الرجل العاري من العار

كم من شنوف لطاف من محاسنه ... علقن منه على آذان سمار

لقيته فرأيت الناس في رجل ... والدهر في ساعة والأرض في دار

ولكن أين الثريا من الثرى, وهذا المعنى موجود في الشطر الأخير من بيت المتنبي وهو:

هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى ... ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق

لكنه ما استوفاه, فإنه ما تعرض إلى ذكر اليوم الذي جعله السلامي هو الدهر, ومع هذا فليس عليه طلاوة ببيت السلامي. انتهى.

ومن المطرب أيضاً قوله:

عدل الحبيب فمن يجور ... ودنا فأين بنا تسير

عوضت من عيس تدور ... بنا الفلا كأسا تدور

وشربت ما وسع الصغير ... وزدت ما حمل الكبير

نبهت ندماني وقد ... عبرت بنا الشعرى العبور

والبدر في أفق السما ... ء كروضة فيها غدير

هبوا فقد عيي الرقيب ... فنام وانتبه السرور

وأشار إبليس فقل ... نا كلنا نعم المشير

صرعى بمعركة تعف ... الوحش عنها والنسور

نوار روضتنا خدو ... د والغصون بها خصور

والعيش آنس ما يكون ... إذا تهتكت الستور

هبوا إلى شرب المدا ... م فإنما الدنيا غرور

طاف السقاة بها كما ... أهدت لك الصيد الصقور

عذراء يكتمها المزا ... ج كأنها فيه ضمير

وتظن تحت حبابها ... خدا تقبله ثغور

حتى سجدنا والإمام ... أما منا بم وزير

ومن الانسجام المطرب قول ابن سكرة الهاشمي في غلام بيده غصن منور:

غصن بان أتى وفي اليد منه ... غصن فيه لؤلؤ منظوم

فتحيرت بين غصنين في ذا ... قمر طالع وفي ذا نجوم

وقوله أيضاً:

الليالي تسوء ثم تسر ... وصروف الزمان ما تستقر

غير أني عن الحوادث راض ... بعد سخط والعيش حلو ومر

كنت صبا بواحد ثم ثني ... ت فلي بالجميع وصل وهجر

من كمثلي وعن يميني شمس ... تتجلى وعن يساري بدر

ذا على خده من الحسن سطر ... وعلى طرف ذا من الغنج سحر

بت يجري علي من ريق هذين ... وكأسي شهد ومسك وخمر

وقال:

<<  <   >  >>